الهيام
تأملت في الهيام
فطار و راح يغرد و يشدو
بصوته الرنام كل الآنغام و الآلحان
و كأني به الحمام الطائر في محفله
أنساب في غمار السحب
كالقائد المبدع الفنان
ما أحلى الآلوان
تشفي الغليل و تزيل الآلام
رأيته يومها يتعالى و يرتقي
بجناحه في الآفاق يا سلام
مرفرفا كالأعلام في دجى صبحه
من الرياح فإرتقت به في السماء العلياء
غاية الفضاء الشاسع ما أحلى السفر
سبحان ما خلق الرحمن
رب الكائنات و الآكوان
فجأة أختفى عن الآنظار متبخترا
كأنه السرب مجتمعا
في مملكته العلياء
يشد و يتنغم في المحفل الزاهي
مع العرسان خير الآنام
كفرقة الفرسان الشجعان
ببلدي و بكل البلدان
بعرسها تحتفل بعبق الورد للود
بالطيب الفواح لحسن الهمس
بكأس العصير من الرمان و كل الآنواع
فارحة منغمسة في الشرب
مع أرقى الناس و خيرة الفرسان
من كل البلدان للتناغم
بالتفاعل و الإنسجام
صرخت مناديا أين الناس
ليس هناك من يجيب لنداء و صرخ
تأملت هنيهة مع نفسي قائلا
أليس هناك من أناس
قلت بكل همس مناج نفسي
إن أهل الأرض ذهبوا و ما عادوا
و زالوا لأنهم أخطؤا
و عن الحق إبتعدوا
لا مغيث لهم إذا أستنجدوا
إلا بالعودة من بعيد
بالتضرع و الدعاء لربي العالي
يرحموا في رمش من العين
و نجوا من الطامة الكبرى
و إلا غرقوا في شهاوات
و ملاذات الدنيا
ليقدر عليهم النصيب المسجل
من قبل في الزمام
عند ربي الخلق و الآكوان
ليصطدموا بالمصير الأسود
في قعر جهنم ذاب الوجدان
صاروا أدهان من سيول الآبدان
ليتكرر الخلق من جديد يا فلان
لحكمة من الرحمن الديان
خسروا أنفسهم
المال الزوج و الولدان
الصمت يومها لا كلام
هيبة تقديرا و وقارا
ح ت م بقلم محمد كركوب الجزائر 🇩🇿

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق