عرب...عرب
يفتح عينيه من النوم و يغرسهما في هاتفه الجوال...النور يغشيه و اللذة تلهيه على سير يومه فلا ينظر شرقة السماء و لا غياب شمسها و لا حالة بيته و لا عراه و لا حتى المطر.
بغداد سقطت...
مرآتي يا امرأتي: هل هناك بشر أجمل مني الآن ؟
و غاص يسبح في عالمه التقريبي، سندباد في أيامه ، اخترع هوية.. يهزم الحرية...و يستبد...لا حدود للانتهاك... يبحث عن صورة تمثل ما كتب...وحش بستة أرجل و انفين و يد.. لم ترق له...بحث عن وجه امرأة فبانت له القمر...لم يستطع تحويلها لأن حقوق الناشر تمنعه من نسخها... قضى ليلته يبحث عن عنوان لحشوه فلم بجد.
دمشق تحترق
يبحث باستمرار عن الاهتمام ، يتمنى أن يكون محبوبًا من الجميع. الحصول على " لايك" تشعره أنه موجود.
غير واقعه حسب رغباته... ابيض احمر ، غني و يهوى العلوم و قراءة افلاطون و يمارس رياضة الرمي و الغطس مع توقف التنفس...
اليمن يحتضر
يخرج من نومه مصابا بكدمات في جميع أنحاء جسده. لا يفهم لماذا؟ يبدأ في التقيؤ حتى يفقد وعيه. لقد نسي الفيديو الخاص به يشتغل ، فصور وفاته على الهواء مباشرة.
مات و مازال بلاد العرب حدود و تأشيرات و قاتل و مقتول و صراخ كأنه غناء...
الأرض تتكلم عربي...سجل أنا عربي...و لا عربي في الافق.
سمع صوت هاتفا...
على نخبك يا وطن...ففي بلاد العرب يحتاج العربي إلى تصريح و اذن لكل شيء...
مر الزمن ، و اغترب العربي في سجون مصطنعة ، ادارت ظهرها لكل بريء من البشر..
عبدالفتاح الطياري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق