مجانين الكتابة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
كل مجانين الكتابة
لا يستريحون إلا على الورقة
أنا أمسح على الورقة البيضاء بيدي
كأعمى يتلمس جسد حبيبته
ويجوب أطرافها شهقة شهقة
تماما مثل نحّات الرخام
الأوراق البيضاء توتّرني
بل تصيبني بالجنون
ولا أستريح إلا إذا لطختها بحبر أسود
فتتحول حينها
إلى سرير مريح صالح للنوم العميق
ولكن لا راحة ولا نوم
فهناك دائما أوراق بيضاء لعينة
عندما بدأتُ الكتابة
ظننتُ أنني سأتعلم السّباحة في غدير
وسأنجو من الغرق
إذا ساورتني الرغبة
في الخروج إلى الحافة
ولم أكن أعلم أنني
سأغدو مجرد قشة عائمة
في محيط تطوّحها الأمواج كما يحلو لها
منذ أكثر من نصف عمري
وأنا تائه في قارب بلا بوصلة
لا أدري في أي الموانئ سيَرسو قاربي
وإلى أي الجهات سيتجه
ولكن لا يهم
فبعد هذا الطواف الطويل
تبيّن أن كل الموانئ واحدة
وكل الجهات جهات فقط
المهم أن أواصل التجديف دون بوصلة
سوى بوصلة الجحيم
وهناك فقط سيرسو قاربي.
. إبـــراهيــــم ابو جــــــــود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق