الأحد، 13 أغسطس 2023

قصة قصيرة 
العودة 2
الجزء الثامن
الصقر المصري 
ملخص الجزء الماضي
محمود مرعى طالب فى كلية الطب تخرج منها بعدما عانى الكثير من التعب والآلام والتحق بالعمل فى إحدى المستشفيات الحكومية وشاهد الكثير من الحالات المتنوعة إلى أن حضرت امرأة وتوفيت بعدما أمسكت يده وقالت له اعتنى ب ليلى وأصبحت تظهر له فى كل مكان واستاءت حالته وتسلم عمله فى الطب الشرعى وتناول صندوق رقم 560 ليحل اللغز عظام طفل أو طفلة مدفونه فى مكان نائ وظهر السيدة مرة أخرى باشكال مختلفه وتوصيتها برعاية ليلي ويتأكد الطبيب من أن العظام تخص ليلى وحاول أن يتواصل مع والدها الذى تزوج لصديقة الام وبدأت الحقيقة تتكشف فصديقة الأم هى شريكة فى كل الجرائم ولكن كيف سيتم حل القضية والقبض على المتهمين وتدخل فى ذلك مدير الطب الشرعى ومعه معاون المباحث الذى أمر بعمل محضرا واستخراج جثة الزوجة وتشريحها واكتشاف سبب الوفاة والقبض على الزوجة الثانية وطليقها والأدلاء بالاعترافات وأثناء الاعترافات أصيبت نعمة الزوجة الخائنة بذبحة صدرية وتم إنقاذها وتم دفن جثمان كلا من آلام سعاد وابنتها ليلي وعلم سليم بشأن الرسالة والمفتاح واكتملت التحقيقات وبقي سؤال على لسان نعمة كيف وجدتم جثة ليلى ونكمل الأحداث ...
والآن نكمل الأحداث مع الصقر المصري
وكيل النيابة : أغلق التحقيق فى ساعته 
وخرج وكيل النيابة من المستشفى وهو يفكر فى كلامها فاستدعى الطبيب محمود مرعى لاستكمال التحقيقات ولكى يعرف وديا كيف وجدوا جثمان ليلى خاصة وأن البيانات الموجودة فى المحاضر الرسمية تنافى العقل ولن تحكم المحكمة إلا بالاقتناع الكامل من الأدلة والبيانات وتكون النفس فى راحة تامة عند إطلاق الحكم 
حضر الدكتور محمود وتحدث معه وكيل النيابة وديا بدون فتح محضر 
وكيل النيابة : أنت الآن هنا بصفة ودية لنتحدث قليلا فى أمر هذه القضية الشائكة بفضل الله تم حلها بجهودك العظيمة أيها البطل ولكن كان للمتهمة سؤال خيرها وحيرنى أنا أيضا 
ألا وهو كيف عثرتم على جثمان ليلى 
الدكتور : أنا لا أعلم سيدى حقا ولكننى عندما وصلت مقر عملى الجديد فى الطب الشرعى وجدت سيادة المدير يرحب بي ويهدينى أول قضية وهى صندوق عليه رقم يحوى محضرا وعظام لطفل أو طفلة صغيرة ما بين السابعة إلى التاسعة وعندما أمسكت المحضر الخاص وجدت أنها وجدت فى بيت قديم فى مكان نائ ونبش قبرها الكلاب 
وكيل النيابة : هل ينبش الكلاب جثة طفلة فى بيت وتحت الأرض 
الدكتور : بالطبع لا البيت قديم ولكنه مغلق والجثة مدفونة بالفعل أمر يدعو إلى الشك ولكن كيف حدث ذلك ؟
وكيل النيابة: هذا ما أبحث عنه منذ أمس بعدما أغلقت التحقيق مع المتهمة 
الدكتور : إذن لنبحث فى هذا الأمر لعله لغزا يجب حله 
وكيل النيابة : سوف أغلق القضية ليقدم الجناة إلى المحاكمة فكل الدلائل موجودة والاعترافات ولكن معرفة اللغز أمر يهمنى أنا من الآن هل هناك طرف ثالث ؟ يجب أن يقدم للمحاكمة أم ماذا 
الدكتور : لنبدأ سويا لو لم يزعج سيادتك الأمر فى حل هذا اللغز والكشف عن الطرف الثالث 
وكيل النيابة : لا توجد أيه إزعاج نحن نبحث عن الحقيقة 
ومن خلال محضر الضبط ظهر اسم معاون المباحث وهو شخصية قيادية ومهمة والنجاح حليفه فى كل مهمة توكل إليه 
تم الاتصال بين وكيل النيابة ومعاون المباحث وطلب مقابلة ودية سواء فى مكتبه أو فى مكان آخر 
وكان من الصدف الجميلة أنهما مشاركان فى أحد الأندية الكبيرة العريقة فقررا إجراء المقابلة فى النادى مع فنجان قهوة جميل وجو مرح 
وجاء الميعاد المحدد وتقابلا فى النادى وجلسا فى مكان يطل على الخضرة وشلال صناعى جميل وبدأ الحديث 
وكيل النيابة : شكرا لك سيدى أنك لبيت الدعوة 
معاون المباحث : لا عليك من دواعى سرورى أن التقى بسيادتكم و الحديث معكم 
وكيل النيابة : لن أطيل عليك وأعطاه ملفا فيه صورة المحضر 
فتح معاون المباحث الملف ووجد المحضر فابتسم ابسامة عريضة ونظر لوكيل النيابة 
معاون المباحث : قضية جميلة وبسيطة وجدنا جثة طفلة مدفونة فى بيت وحاولنا العثور على قاتلها ولكن لا توجد دلائل المكان نائ ولا نعرف من سكن اليت القديم لانه مهجور منذ فترة وكان يتردد عليه رجل فى الآونة الأخيرة لا يعرفه أحد وقد دونا بعض صفاته لانه لم يتكلم مع أحد ودائما ياتى فى المساء ويرحل فى الصباح الباكر 
وكيل النيابة : كيف عرفتم بأمر الجثة وكيف تم الإبلاغ 
ابتسم معاون المباحث مرة أخرى وقال سوف أخبرك بالحقيقة ولكنها أغرب من الخيال 
فى يوم من الأيام حضر لى طالبا فى الجامعة كلية التجارة كما هو مدون على كارت التعريف والبطاقة وتحدث معى عن ظهور خيال طفلة يتبعه وهو ذاهب إلى المصنع المجاور للمنطقة حيث يعمل هناك حارسا فى المساء وقد خاف منها فى البداية وكانت تبكى كثيرا وتلبس ملابس رثه وفى يوم تحدث معها وقالت إن اسمها ليلى وكلمة سعاد وأشارت إلى منزل مجهول واختفت 
فاخذت صورة من بطاقته وأخذت عنوان البيت وأخذت قوة لاتحري عن الأمر وذهبنا إلى البيت وجدنا البيت مهجور ولا يوجد به أحد وأرتبنا فى الأمر حيث توجد رائحة غريبة تنبعث من هناك وتجمع كثير من الكلاب بالقرب منه فأرسلت إلى النيابة و أصدرت أمرا باقتحام المنزل ودخلنا وبالفعل الرائحة شديدة وهناك أدوات حفر والأرض لا يوجد بها بلاط أو سيراميك وبدأنا نحفر فى الغرفة فوجدنا العظام وملابس البنت ولم نجد شيئا آخر وبالطبع فتحنا محضرا بما حدث واستدعينا الطالب حازم لنكمل التحقيق وإذا بها المفاجأة اكتشفنا أنه متوفى منذ خمس سنوات فى حادث سيارة وقد أخبرنا والده أنه يظهر كثيرا للناس ويختفى وتأكدنا من المعلومات التى أقر بها والده 
أصبحنا فى موقف لا نحسد عليه ماذا نفعل كيف نغلق المحضر أين حازم هل ندون الأسماء ليلى وسعاد أم ماذا ؟
واستقر الامر على إخفاء هذا الأمر وتم تدوين المحضر كما هو مع سيادتكم
ابتسم وكيل النيابة وقال قضية غريبة فى كل أحوالها ولكن هل لى أن أري بطاقة حازم نعم يا سيدى هى معى على الهاتف وسوف أرسلها لك 
وبالفعل أرسلها واستقبلها وكيل النيابة على هاتفه الخاص 
وبعدما شربا القهوة تحدثا فى بعض الأمور البسيطة واستاذن معاون المباحث ليتابع عمله وانصرف 
اتصل وكيل النيابة بالدكتور وطلب مقابلته وأنه سوف يقابله بالقرب من بيته وسيمر عليه بسيارته 
وعندما وصل وكيل النيابة وجد الدكتور محمود ينتظره فتوقف وركب بجواره وسار مسافة إلى مكان هادئ وبدأ يتحدث معه عما دار بينه وبين معاون المباحث وعن قصة الطالب حازم وتعجب الدكتور قليلا ولم يندهش لأنه بالفعل حدث معه ما حدث ولكن ظهور حازم واختفاءه هو المشكلة الأكبر 
الدكتور : وماذا سنفعل الآن يا سيدى 
وكيل النيابة : سوف ننطلق إلى عنوان حازم ونتأكد من الأمر 
وبالفعل سار ت السيارة بين شوارع القاهرة إلى أن وصلت إلى حى شعبى وسأل وكيل النيابة عن العنوان وقام أحد المارة بوصفه إلى أن وصل إلى بيت بسيط وعليه الرقم المدون فى البطاقة الشخصية وصعدا الدرج سويا إلى الدور الثانى وطرق الباب وفتحت سيدة يظهر عليها الحزن وتلبس ملابس سوداء وقالت 
السيدة : أهلا وسهلا يا بنى ماذا تريد ؟
وكيل النيابة : أهذه شقة الطالب حازم 
السيدة : والدموع تنهمر من عيناها نعم يا بنى 
وبدأت تتمايل وكأنها سيغمى عليها 
وكيل النيابة : أهدأى يا أمى ونادى هل من أحد هنا ؟
فرد عليه والد حازم : أنا يا بنى وجاء على الفور وأمسك زوجته التي أشرفت على الوقوع وطلب منهم المساعدة فقد تدخل على الفور الدكتور محمود وأسندها وقال له أنا طبيب واحضر كوبا من الماء والسكر وأعطاها شربة شربة وقال إن مستويات السكر عندها غير منضبطة 
الأب : من أنتما وماذا تريدان ؟
وكيل النيابة : أنا وكيل النيابة المختص بأحد القضايا وهذا الدكتور محمود من الطب الشرعى وقد ذكر اسم ابنك فى التحقيقات وللاسف لم يستدل عليه وقيل أنه متوفى فكيف هذا 
الأب : سوف أقول لك كيف هذا 
لقد تأخرنا عن الإنجاب أنا وزوجتى فترة من الزمن وبعد ذلك أكرمنا الله بحازم وكان نعم الولد ونجح فى الثانوية العامة بمجموع كبير ولكنه اختار كليه التجارة لينجح سريعا ويعمل فى إحدى الشركات ويعوضنا ما عانيناه معه فى تعليمه خاصة وأنا موظف بسيط وأيضا بعد مرضي وكان يعمل فى الحراسة بالليل ويذهب الكلية بالنهار وقد حدث له حادث وتم التهام جسده من أحد الأطباء الذين لا يملكون ضميرا فبدلا من أن يساعده أخذ أجزاء من جسده وباعها و اختفت جثة حازم للأبد و تم إعطاؤنا جثمان ودفن فى مقابر العائلة ونحن لا ندرى بما حدث وكل فترة يظهر ويفعل أشياء غريبة ويختفى وكل ظهور له تحل قضية ولغز كبير ويتم القبض على الجناة ويتم عقابهم 
ونحن لا نعرف عنه شيئا وكل ذلك مدون فى المحاضر الرسمية و ولك أن تتأكد 
وكيل النيابة أمر فى غاية الغرابة ولكن متى ظهر آخر مرة ؟
الأب : ظهر عند منطقة نائية بجوار المصنع الذى كان يعمل به وكشف عن مقتل طفلة وأرشد الضباط عن مكان دفنها وقد حضر الضباط إلى هنا وصدموا لأنهم تكلموا معه وهو أدلى بالمعلومات ولكن لا وجود له 
وكيل النيابة: أمر محير ولكنى أصدقك فكل ما قلته حكاه معاون المباحث و سمعت بعض الأقوال وأنا استفسر عن العنوان فكلهم يعلمون بأمر ظهور حازم 
رحمه الله وأدخله فسيح جناته 
أما الطبيب محمود فقد كتب بعض الأدوية لتتناولها السيدة لتساعدها وأعطاها لزوجها
وأعطاه رقم الهاتف الخاص به وقال له : لو احتجت شيئا أنت وزوجتك اتصل بي وسوف احضر على الفور 
واستأذنا فى الرحيل وقاما الاثنان وخرجا من البيت وركبا السيارة 
وهنا نظر وكيل النيابة إلى الطبيب محمود 
وقال : ........يتبع 
إلى اللقاء فى الجزء التاسع
تحياتى الصقر المصري 
سامح جلال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...