(#صـــــــائد_الحمــــــائم)
روايــــة واقعيـــــة
للدكتور: إسماعيل محمد النجار
2 مايو 2019م
الحلقة: (15)
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
وجاءت لنتاني فكرة للاتصال لمديرة شركة السياحة دوتشفيل، لتسألها عن كولد هيم، وبعد عدة محاولات رفضت دوتشفيل التحدث أو مقابلتها، اضطرت نتاني للذهاب إليها، والدخول لمكتبها دون إذن ومقابلتها، وترجتها أن تسمع منها، وتعاطفت دوتشفيل معها، وسألتها: ماذا تريدين أن أعمل؟ بعد أن رأت نتاني على وشك الانهيار.
لترد نتاني: أن ترشديني لمكان تواجده. لترد دوتشفيل: إنه في آخر مقابلة عبر لها عن خوفه من عصابة المافيا، ورغبته السفر خارج ألمانيا، وأعطته توصيات لشركات سياحة في إسبانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى.
ومن ساعتها انقطعت أخباره. لتقوم نتاني بالاتصال بالهجرة والجوازات الفرنسية، ووجدت أنه سافر لفرنسا، واعتقدت أنه مقيم في باريس، لتسافر وتبحث عنه لفترة شهرين، ولم تجده، واتصلت بمديرة مركز تصميم الأزياء، وسألت عن ماريا وجورج، لتخبرها عما حصل لماريا وزوجها، وأنه استأذن السفر والعودة إلى أمستردام، على أن يعود بعد شهرين، وأنها قد أنجبت له بنتا عمرها ست سنوات، واختفى من تلك اللحظة، لتربط نتاني بين جورج وكولد هيم في الحركة والشكل، وقدرة كولد هيم على الرقص، وأن كولد هيم هو جورج، بعد أن قام بتغير هوايته، ولا يستبعد أن يغير هوايته مرة أخرى، لتشك في وجوده في إسبانيا.
وعادت إلى ألمانيا لترتب سفرها لإسبانيا، وقامت بعدة اتصالات بشركات سياحية، وأرسلت صوره مع وصف لشكل جسمه، وحركاته ونبرة صوته، واتهمته بالنصب عليها، وحصلت على إجابات متناقضة، وقررت السفر لمدريد في إسبانيا، واستخدمت المعلومات الواردة عبر الرسائل من إسبانيا لتبحث عنه بدقة، وساعدتها الشرطة الإسبانية، وسألت في شركة سبلبني عن توظيف شخص، وشرحت مواصفاته، مدعومة بصوره الشخصية، ووصل الخبر لوجدي، الذي أصبح اسمه شافيز، وتوقف عن العمل موقتا، لتحل مكانه مساعدته وصديقته زريان، وزارتها نتاني لمكتبها، لتسأل عن أوصاف كولد هيم، لترد عليها بعدم وجود شخص في الشركة بهذه المواصفات، لتصل نتاني لقناعة أن كولد هيم متواجد في فرنسا، أو دولة أوروبية بهوية جديدة، ووضع جديد.
وعاد لعمله، وكتمت صديقته السر، وبعد مرور عامين أجاد شافيز اللغة الإسبانية، لتصبح له اللغة الخامسة، وتدرج في أعماله وصار مسئول فروع الشركة في الشرق لأوسط، وأعجبت سبلبني بشخصية شافيز، وكفاءته بالعمل.
وأدرك شافيز، واستغل ذلك، وقام بدراسة شخصيتها وحالتها الاجتماعية، وكون فكرة شاملة وعميقة عن جوانب ضعفها وقوتها، وعلم أن والدها أعطاها الثقة، واختارها من بين أخواتها وإخوانها لإدارة الشركة، وأنها متزوجة منذ سنتين، ولم تنجب، وعلاقتها متردية مع زوجها، ونادرا ما يلتقيا، وقررت الانفصال عنه، وأنها من أسرة يهودية محافظة، ولها علاقة وطيدة بيهود إسبانيا وأمريكا.
ومن ساعتها بدأ شافيز في إطلاق الزنانير، وإخفائها تحت قبعته أثناء عمله، وتعلم طقوس العبادات في الكنيس اليهودي، من خلال حضوره ومشاهدته لطقوس التعبد، كما حفظ التوراة، وبدأ يتحدث بلغة الحاخامات.
وتدريجيا تدرج في الطقوس والمواعظ في الكنيس اليهودي، ليبهر المتدينين بفلسفته الدينية المنفتحة، ويكسب شعبية، والتفت حوله الكثير من الشخصيات اليهودية، وركز على رجال المال والأعمال، ومن خلال علاقته وعمله أعجبت سبلبني ووالدها بشخصيته، وأولوه اهتمامهم، ليستغل ذلك ويتقرب إليهم، ويعطيهم الكثير من فلسفته وثقافته الدينية، وآرائه المنفتحة لقيم التوراة، المتعلقة بالجوانب الأخلاقية، بالعمل والعلاقات الشخصية، لتتوافق مع قيم التوراة لليهود في مختلف الأزمنة والأماكن.
حظي شافيز بقبول وكاريزما، خاصة من رجال المال والأعمال في أوروبا وأمريكا، وطلب منه العمل في مواقع مهمة ومغرية ماليا، ليثير حفيظة سبلبني ووالدها، ليكثفا الاتصالات والاجتماعات مع شافيز، لإعطائه مركز عمل مرموق في الشركة، تجعله لا يستجيب للعروض الأخرى، وعين مساعدا في الشركة لشؤون الترويج والتسويق السياحي.
وركزت سبلبني على شخصيته، ليستهويها، ووجدت فيه ضالتها التي تبحث عنها، وفكرت مليا بإمكانية أن يصبح بديلا لزوجها، ودفعها اهتمام شافيز في تطوير وتوسيع الشركة داخليا وخارجيا، لتهتم سبلبني بشافيز وتحرص على حضوره كل مناسبات الشركة، ومناسباتها الخاصة، وجعلته مقربا منها، لتستشيره في كل اهتماماتها، وكثفت من دراسة وضعه، والسؤال عن حالته لاجتماعية والشخصية، وتتبع حياته اليومية مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، واكتشفت علاقته مع الكثير من سيدات المال والأعمال، ووصول بعضها للعلاقات الحميمة مع بعضهن في سهرات ليلية في نوادي الرقص والفنادق الكبيرة، ليثير نوع من الغيرة والحسرة لسبق الأخريات إليه، بسب اعتقاد سبلبني أن شافيز متدين، ولا يمكن أن يقدم على ذلك، على الرغم من سكونه في داخلها، وتمنيها أن يكون رجلها.
يتبـــــــع...
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق