بين ظمإ و خضم..
بقلمي : فاتن.
الأنا ..
وذاك الملاذ..
الفاقد للصوت..
وأنت أيتها القصيدة...
سجناء بين الماء والنار
محاصرون بين العتمة والريح والغبار..
لكن..
الأمل يكبر ...
يحتوينا بين دفتي كتاب
إسمه العمر..
يربت على كتف الصبر..
في غابات الصبار
الأنا قابعة..
فكيف تقطف الزهر..
حولها عدم يتكاثر..
ينمو بوتيرة الفطر..
و بقايا ندف من ألم تحاصر القصيدة ..
بصدور عرتها الريح..
إلا من قلوب حبلى بالمكر..
الحظ غاب عن الموعد
تلاشى بين الظلال
بلا هوية ولا عنوان
و للعهد تنكر..
وبقيت الأنا على شاطئ جزيرة عذراء..
حطام سفينة
تبعثره أرجل المد..
وتصفقه أيادي الجزر..
تبحث عن بوصلة
بين بقايا الأماني الراحلة..
وتطلب ود الشمس
تأخذها في أشرعة الغروب..
تمنحها قبسا يجمد هذا البحر..
يحيله نيزكا يعبر غربتها..
يفك قيد مهجتها..
ليكشف السر الدفين..
وقلبها السجين يتحرر
من بين ظمإ وخضم..
الرياح عاصفة صماء عن أي توسل..
لا ترجع صدى استغاثة شاردة
تمزق الصدر..
وألف سؤال تلوكه الليالي
ثم تعلقه على خيط رفيع
عالق بين أصابع العتمة و الفجر..
فريسة بين مخالب الشك والتأويل ...
تصطاده عرافة الفناجين..
فيمسي بين لحظها
وأناملها المخضبة
عين اليقين..
تنجم..
تخمن..
تؤول..
ثم تعبر وتأمر -:
"خذي قدرك المسطور بين الحاجبين ولا تلجي بالكلام"
"دعي القصيدة من سجن القلب تتحرر .."
"تتنفس برئة الموج..
تداوي جرحها بلسع الملح
ليستحيل تراتيل تهد جبروت الصمت.. و أنيابه تكسر.."
"سيبزغ الفجر من وراء الغيوم..
يبشر بعودة الروح للقصيدة..
و الأنا..
لن تنتحر..
الصوت بذاك الملاذ..
سيهزم الصمت..
سيزمجر ."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق