منذ صغري
كنت أتساءل كيف للشفق أن يحمرّ دون أن يحرق الهشيم
يجادلني صوت من وراء حجاب
لابد لكل غرفة يدخلها النسيم باب
ولكل قلب اخضرّ بلون الربيع باب
أخاف الاحمرار
رهاب العلوّ الشاهق ودحرجة صخرة سيزيف
الانحدار أيسر لأنه يحملنا إلى حافة الهاوية
الانحدار أسرع لأنه يجبرنا على عدم التفكير
هل من الضروري أن نفكر؟
هل من الضروري أيضا أن نفكك؟
من البديهي أن أتساءل:
لماذا يتواصل الغباء رغم كثرة الدروس؟
وأجيب:
أحببتك وقت جفاف
لا نهر يجري ولا ضفاف
ولا فراش يزهو فيلثم أفواه الزهر عنوة
دون خجل أحتضن أمانيك الساخنة
وأرسم على الحائط المهجور آخر غيمة بيضاء مثقلة
أودّ لو تلد فوق رأسي
ويتّسع حضني ليربّت على وجه الشمس المشتعل
وتنفتح خياشيم القلب وتفرد الأشرعة
ويينع الصبح في عينيّ
من الأجدر أن أتساءل:
لماذا انبهرنا بصعلكة الشعر؟
لماذا حملنا أسئلة الغابرين كأحمال ثقيلة تورّط عقولنا؟
قالت جدتي وكانت حبيسة ركنها الدافئ
"الكون شاسع في خيالك
رحب كلما اقتنعت بأنك تملك جناحي نسر جارح
ويضيق كلما ضاق أفق انتظاراتك
لا تكن حبيس الزمان والمكان"
كلام جدتي وصية
والوشوم على ناصيتها خارطة طريق
أستلّها سلاحا كلما ضاقت سبلي
أراهن بعشقي وحبتيْ زيتون ورغيف
وأكسب الرهان تلو الرهان.. ولم أكبر
لا يزال الحلم نديا
والذاكرة من نار
والقلب حقلا ربيعيا أخضر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق