!!،،إنتهى الدرس ياغبى،،!!
بقلمى : د/علوى القاضى.
... الثقة كالحياة لا تمنح مرتين لنفس الشخص ، فإن خدعك مرة فذاك يكون ذنبه هو ولكن إن خدعك ثانية فالذنب يكون ذنبك أنت لأنك لم تتعلم ، فإن الصفعة التي لاتستطيع أن تتعلم منها تجعلك تستحق بأن تصفع مجددا
... حينما يكون الفن هادفا وصاحب رسالة بناءة وتربوية فإنه يؤدى رسالته المطلوبة منه على أكمل وجه
... وحينما يكون المؤلف عظيما والممثلون عظماء وفريق العمل بنفس كفاءتهم ، فإن العمل يكون أكثر تفوقا وبامتياز ويعالج قصورا فى مفاهيم أو معتقدات المجتمع ويعدل من سلوكه ويقوم انحرافه
... رغم أننى أختلف مع فكره شكلا وموضوعا لكنه أجاد وأجاد فى هذا العمل واستطاع من خلاله أن يناقش فكرة طالما سيطرت على وجداننا وتحكمت فى سلوكنا وردود أفعالنا
... لينين الرملى كتب مسرحية [ انتهى الدرس ياغبى ] ومن خلالها ناقش فكرة أن المؤمن لايلدغ من جحر مرتين وأن الإنسان يجب أن لايعطي ثقته الكاملة لأى فرد مهما كانت درجة علاقتهما أو قرابتهما كما ظهر من السيناريو والحوار المحكم والمتناسق
... فى مسرحية ( انتهى الدرس ياغبى ) سألوا الغبى الذى اصبح ذكى بمجهوده بعد أن فشل غيره سألوه بعض الأسئله بعد أن شفى تماما وأصبح لايقل ذكاءا عن المحيطين به حينما اعتمد على نفسة فى علاج غباءه
... كانت هذه هى الأسئلة والأجوبة
. . ماهو الذكاء = يجعلنا نخسر الأصدقاء
. . ماهو الغباء = هو أن تظن أنك الأذكى
. . ماهو الشرف = هو أن تكون صادق مع نفسك
. . ماهو الكذب = هو أربع أخماس الجو المحيط بالكرة الارضية
. . ماهو الحب = ذكاء حنان شهوة
. . ماهو الفقر = لو كان رجلا لقتلته
... كلمات لاتصدر إلا من فيلسوف ذلك الذى كان يعانى من غباء شديد ولكنه اعتمد على ضعيف مثله فى علاجه وحينما تخلى عنه كانت الثمرة ماسمعناه من فلسفة حياتية بعين ثاقبة
... و( انتهى الدرس ياغبى )! ، يجب أن تكون حديثنا اليومى لأنفسنا ، لأنه سوف يلازمنا الشيطان ، ولن يدعنا نصحو إلا بعد فوات الأوان ، بعد أن ينصرم العمر ويداهمنا خرف الشيخوخة ، ويأتينا ملك الموت ، وحينها سوف تأتي الصحوة ، وسوف يأتي الفزع الأكبر ويأتي الهول ، وسوف تتفتح العين الداخلية علي المفاجأة فتري وتشهد كل شئ ، وحينها لن ينفع ندم ، ولن يجد لسانك الكلمات التي يتوب أو يعتذر بها ، وسوف تتسع حدقات العيون من الذعر ، وتتجمد الأطراف من الرعب وذلك مشهد الزلزال ، الذي لن تزاح عنه الأستار إلا ساعة الخروج من الدنيا
... وهو مشهد لم يتجسد في مسرح ولم يصنعه مخرج ولم تراه عين ولم يخطر علي بال مؤلف ، وهو لا يأتي إلا مرة واحدة للإنسان ، وذلك لكل منا في ساعته حينما ينتهي كل شئ ولا يبقي أمل في إصلاح ولا وسيلة إلي تغيير ، ويكون السعداء هم الذين حسبوا حسابه وأعدوا له عدته وواجهوا أنفسهم بأنه حقا انتهى الدرس
... أخى الكريم هل أخبرت نفسك يوما وواجهتها بأنه انتهى الدرس فعلا وقرب ميعاد الإمتحان ، وهل واجهت نفسك مرة بغباءك لاستجابتك لشهوات الدنيا ، وهل سألت نفسك ماذا أعددت لهذا اليوم ؟! ، وهل سألت نفسك ماهو تصورك له؟! ، وماذا توقعت فيه؟!
... هذه الجملة الخبرية ( انتهى الدرس ياغبى ) يجب أن تكون فلسفة حياتنا نواجه بها أنفسنا أفرادا وجماعات ، حكاما ومحكومين ، رؤساء ومرؤسين ، ويجب أن نعلم تماما أن استمرار الحال من المحال ولن يستمر الظالم فى ظلمه ، ولايموت الظالم حتى يرى المظلوم عقاب الله لظالمه
... ويجب أن يكون هذا منهجنا فى مواجهة الدول الظالمة المحتلة ونواجههم ، ماذا فعل لكم من ساندوكم من دول كبرى أو دول عربية ؟! ، من الخونة والمرابون ، وجماهير الذل والهزيمة فى أرجاء الوطن العربى ؟!
... ماذا فعلت لكم قوتكم ، وتفوقكم ، وقبتكم الحديدية ؟!
... ماذا فعل لكم المجتمع الدولى بصمته عن إرهابكم وقذارتكم ؟!
... ماذا فعلت لكم أصوات التطبيع من المحيط إلى الخليج ؟!
... هل بلغتكم الرسالة ألآن ، ووعيتم الدرس ؟!
... اعتقدتم أن ذلك سيوفر لكم الأمن والأمان
... فهل حصلتم على ذلك ؟!
... لقد إنتهى الدرس فعلا أيها الأغبياء لأن المظلومين سيخرجون عليكم من بين الصخور ، ومن تحت ألأنقاض ، ومن ألأرحام ، ومن أزهار الزيتون ويومها سيحارب معهم الشجر والحجر وسينطقون ( يامسلم إن وراءى يهوديا فاقتله )
... عودوا الى صوابكم وارحلوا من حيث اتيتم بلارجعة
- لاتراهنوا على القوة ، وعلى الخونة ، أنصار الذلة والخنوع والإستبداد وقهر الشعوب
... فى مقال للأستاذ/مجدى محسن مرقس فى موقع المصريين الأقباط يقول فيه ( أنه تذكر هذه المسرحية وهو يراجع أحوال مصر من بعد الثورة وسأل نفسه هل تعلم الشعب الدرس أو أن أصواته ستظل مقابل السكر والزيت ، وهل ستصبح بلاده أفغانستان جديدة أو صومال جديدة ، وهل نجح أعداء الوطن فى تقسيم مصر وتفريق نسيج الأمة ، أسئلة حائرة كثيرة ومتلاحقة وسوف تجيب عنها الأيام القادمة ،،، إنتهى كلامه )
... اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق