في السابع من أكتوبر يوم النصر الأكبر
بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي
لعل المتابع لصلف الصهاينة ، وأفعالهم الشنيعة بإخواننا المدنيين العزل في قلب الأمة فلسطين - النابع من حقدهم المريض ، وسلوكهم الشاذ ، الذي لايحكمه دين ، ولا تقبله أخلاق - يعلم يقينا مدى تجرد هؤلاء القوم (اليهود والصليبيين الصهاينة) من الإنسانية والآدمية ، بل من كل شيء له صلة بالقيم النبيلة ، والأخلاق السوية ، مع أنهم يرون ويعلمون ويلمسون ويدركون مدى اختلال موازين القوى بينهم وداعميهم من الأمم الغربية والأنظمة العربية والإسلامية من جهة وبين فتية مؤمنة تقاومهم بأسلحة بدائية من الجهة الأخرى .
لكن جبن الصهاينة ، وترددهم عند المواجهة ، وتوليهم يوم الزحف ، ربما كان سابقة في تاريخ البشرية ؛ إذ لم نعرف له مثيلا ، ولم يدون التاريخ له شبيها ، فحلف الصهاينة بما يمتلكه من قوة تدميرية ، وإمكانات هائلة ، وإمبراطوريات إعلامية متخصصة في التضليل والتزوير ونشر الأكاذيب ، فضلا عن نفوذهم الكبير الذي يكاد يهيمن على امتداد الكرة الأرضية برمتها ، من الشمال إلى الجنوب ، ومن الغرب إلى الشرق ، ومع هذا كله فإنهم أجبن من أن يواجهوا أولئك الفتية الفلسطينيين الذين تسلحوا بالإيمان ، وما استطاعوا إعداده من أسلحة بدائية ، في ظل الحصار المطبق عليهم من السماء والأرض ، من البحر والبر ، الذي يفرضه عليهم عدوهم الصهيوني ، ومن والاه من أمتهم ، وفوق هذا وذاك لم يجرؤ أولئك الصهاينة - الذين امتلكوا كل أسباب القوة مجتمعة ماعدا شجاعة الأبطال وتصرفات الأقوياء من الرجال - على مواجهة أولئك الفتية المؤمنة ، القليلة في العدد ، والمتخلفة في العتاد ، لكنهم عمدوا إلى قتل المدنيين العزل من النساء والأطفال والشيوخ ، في المشافي والمدارس والمساجد والكنائس ، بعد أن هدموا منازلهم على رؤوسهم ، وهم نائمون ، وهذا كما أسلفنا القول تصرف الجبناء والأنذال ، وسلوك الشواذ وغير الأسوياء من البشر .
أما الأقوياء الأبطال فسلوكهم العفو عند الظفر بالنصر ، والمغفرة عند المقدرة ، ومن ذلك مافعله القائد البطل صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين مع أعدائه الصليبيين ؛ إذ علم بمرض عدوه القائد الإنجليزي للحملات الصليبية ، وهو على وشك القضاء على الصليبيين وإعلان النصر ، فأعلن على الفور التوقف عن القتال ، وقام بإرسال الأطباء والدواء والثلج لمطاببة عدوه الصليبي ، موضحا للملأ من قادة جيشه أنه لايليق بالقائد صلاح الدين أن ينتصر على عدوه وهو في حالة مرضية حرجة ؛ وهنا فقط تكمن القوة الحقيقية للقائد ، المصحوبة بالإرادة الصلبة ، والعزيمة التي لاتخور ، والثقة بالنصر المبين ، الأمر الذي يجعل من سلوك القائد وأخلاقه في أثناء الحرب دروسا عظيمة مستفادة ، لها وقعها وتأثيرها في نفوس أطفال ونساء وشيوخ العدو أكثر من وقع السيوف على رقاب المقاتلين الأعداء ، وهذا ماتكرر في حروب الإسلام وظهر جليا في سلوك المجاهدين الغزاويين وأخلاقهم تجاه عدوهم الصهيوني يوم النصر الأكبر ، يوم السابع من أكتوبر 2023 للميلاد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق