باقون
باقون
يا من في الضّيم كل منكم تمادى
هنا باقون ولو ألغيتم
لنا العناوين ومزّقتم لنا الصّور
وابتدعتم لأنفسكم ذكريات
وزيّفتم صفحات التاريخ وشهادات البشر
وبعثرتم دفاتر الذّاكرة
وأعلنتم عنوة السّيادة
وتربّصتم بنا ثمّ اختبأتم كالجرذان في الحفر
أيّها الجبناء...الأوغاد... المختلسون.
باقون
ولو للاستيطان ...على الخريطة
نهبا أعلنتم الزّيادة
ووطّدتم أواصر البغضاء بيننا
وكنتم لنا كارهين كما نحن لكم فاعلون
وحاولتم للعرق الإبادة
ثقوا على الأنقاض...بثبات نحن واقفون.
باقون
رغم الخراب... بالأرض متمسّكون
ولو دمّرتم الصّوامع ونسفتم الكنائس
واقتلعتم لنا الجذور
تأكّدوا ...سنصلّي عند شجر الزّيتون
ويؤذن ألف بلال وتدقّ الأجراس
سنشهد ذلك اليوم وخارجها أذلّة تُدحرون.
باقون
سنقمع الأنين في حنايا ذاكرة السّنين
وننتظر على مرافئ النّسيان
وسَيخمد ناره ما في الصّدر
من حُميّا الغضب الدّفين
ونقف على العتبات
بفرح...بانتشاء لكم مودّعين.
ستُنكّس رايتكم بمهانة
ولن تنفعكم وعودهم
عودوا لتيهكم من السّنين...لا أربعينا
بل إلى أبد الآبدينَ.
أذلّة ...نكرة...خاسئين
لتنتفض فلسطين جذلة
و يشدو النّورس...الهدهد... والشّحرور
ويعلو للدّيار...صوت الحنين.
باقون
قتّلونا...صلّبونا
وربّ الكعبة ...وربّ محمّد
...عيسى ومريم
وربّ موسى وهارون...نحن باقون
حماة العرض...له حافظون
أصحاب الأرض...بها متشبّثون.
باقون
سنطردكم على عجل... لا رويدَا
ونتكاتف قلبا...نبضا...وروحا
ويتماسك بنياننا ...كان ذاك علينا عهدا
ويستلّ ألف أيّوبيّ حسامه من الصّدر
فقذ كان له منذ القِدم غِمدَا
وتعودون إلى جحوركم
تسرعون وتمدّون خطاكم مدَّا
لن يتسنّى لكم الوقت أيّها الصّاغرون
لا للأسف ولا للتّأسّف حتّى
لن ندّخر لمحقكم جهدَا
فأرذال مثلكم...لم ولن يكونوا لنا ندَّا
لعنتم حيث حللتم...
سترحلون مهما طالت المدّة
انهزموا...والرّحيل اعتزموا
ذاك وعده...بإذنه لمنتصرون
لا محالة...ولا بدَّ
نحن بإذنه... باقوووون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق