لو بصقتم عليهم لأغرقتموهم
بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي
قالها ذات يوم جمال الدين الأفغاني للأمة الهندية ، إبان الاحتلال الإنجليزي لهم ، وهاءنا أقولها اليوم للأمة الإسلامية والعربية : لو بصقتم على العدو الصهيوني لأغرقتموه ، ولكن يبدو أن مقولة سيد الخلق محمد (ص) قد صدقت فيكم ، فأنتم كثر ، ولكنكم كغثاء السيل ، حقا ياسيدي يارسول الله لقد أصاب أمتك الوهن ، إذ أصبحت تحب الدنيا إلى درجة التقديس ، وتكره الموت كرها لا أستطيع وصفه في هذا المقام .
ماذا عساي أن أقول في أمة بلغ تعدادها 2 مليار مسلم ، ترتعد رعبا من عدوها الصهيوني الذي لايتجاوز تعداده بضعة ملايين ، ولكي لا أعمم أستثني من الأمة الإسلامية قليلا ، وهم الفئات المؤمنة التي مازالت وستبقى تواجه العدو الصهيوني دون تردد أو خوف أو وهن .
ماذا عساي أن أقول في أمة جثت ذليلة صاغرة أمام بندقية عدوها ، وبقيت تدفع له الأموال من قوت رعاياها ، تقدم له الطاعة والولاء ، تدعمه بما ملكت من وسائل الإعلام الحديثة ، تشتري الأقلام الرخيصة ، والنخب الوضيعة لدعمه وإعلاء شأنه ، تأمر علماءها بإصدار الفتاوى لصالحه ، وتضليل الفتية من أبناء الأمة للقتال في خندقه ، والوقوف بجانبه .
ماذا عساي أن أقول في أمة استباح العدو الصهيوني أرضها ، وكسر كبرياءها ، وداس بأقدامه مقدساتها ومحرماتها ، عبث بقدسها ومسرى نبيها ، وأحرق مصحفها ، واستهدف بالتشويه رسولها ؛ إذ أصبح يتابع هذا العدو أشرافها وأحرارها ، ثم يقوم بقتلهم في أي بقعة من الأرض الإسلامية شاء ، وفي أي مدينة أراد ، دون أن يجرؤ أحد من هذه الأمة ، صغيرها وكبيرها ، أن يسأل حتى السؤال فقط ، لماذا قتل الصهاينة زيدا أمس ؟ أو لماذا اختطف أولائك القتلة اليوم عمرو ؟
إلى متى هذا الخنوع للعدو الصهيوني يا أمة محمد ؟ إلى متى هذا الركوع له ؟ إلى متى هذا الانبطاح لهذا العدو الذي وصفه الرحمن بالجبن وعرفته البشرية بالنذالة والحقارة ؟ إلى متى ستبقى أمتنا تتجرع كأسات الظلم ؟؟؟ لقد صدق القائل :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق