السبت، 4 نوفمبر 2023

نم يا صغيري

نم يا صغيري...بأمان نم
فالسّلام هنا على الأرض ...بعدُ لم يَعُم.
لا عتب إن ارتأيت الرّحيل
فذنبنا كبير...نحن وهُم.
ارتضينا المذلّة والهوان
والعيش على الفتات...إن علينا تكرّموا
أضحينا في سجلّاتهم...مجرّد رقم.
اكتفينا بالصّمت...بالخنوع
والانضمام لقطيع الخرفان.
واكتفوا بالإجحاف وللإنسانيّة الخذلان.
أن يحرّكوا ساكنا...تأكّد لن ولم.
ازدحمت بالملائكة الجنّة
الأطفال منهم وحتّى الأَجِنّة.
كم صار عددكم...كم؟

نم يا صغيري...نم
فقط غطّ في سبات عميق للأمّة...الضّمير.
فضّلوا القصور وفي أبهى حلّة الظهور
تلذّذوا بالمآدب الفاخرة وأقداح العصير
تعوّدوا تملّك العبيد...الخدم والحشم
تنعّموا بالسّير على السّجاد الأحمر وبالمفارش الحرير
حرصوا على اكتناز الذّهب و اقتناء أغلى العطور.
هذا واقع وليس افترا ء أو حتّى وهْم.
تشبّثوا بلقب الحاكم...الملك والأمير
وتجاهلوا للرّعية...كلّ القضايا...كلّ الأمور
رغبوا في التّصفيق العالي
وتملّق المتزلّفين من الجماهير.
لم يتعوّدوا قول لا... بدلا عن كلمة نعم.
لا تقلق...عاجلا أم آجلا
سيحصدون الحسرة والنّدم.

نم يا صغيري
الكلّ سواسية في الذّنب
جميعنا في حقّكم أجرم.
من باع...وللخونة انصاع
من آثر أن يكون في القاع
من تلهّى عنك والوطن خذل
...وعن صنيعه ما عَدَل
من ادّعى العمى...ومن زعم أنّه أبكم وأصم.
عذرا يا ملاكي
...لا تتعجّب من أمر قادة الأمم
الذين تخاذلوا وحنثوا في القَسم.
حالنا مأسوف عليه
أنتم نلتم الشّهادة
...ونحن نلنا المذلّة والاستعبادَ
شَرُفتم أنتم أيّها الشّهداء
...وصَغُرنا نحن الجبناء
عَصَبوا لنا العيون...وكمّموا للحقّ الفم.
اهنأ بنومك يا صغيري...نم
ودع شؤون أهل الأرض لربّ السّماء
...سيقوم وحده فيها بالحسم.
بقلمي : ريم منصّر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...