نص بعنوان :الفلسفةُ الجدباءُ
بقلمي:فدوى گدور
مَدائنُ تعجُّ بِالتفاهةِ وَالفوضى .....
أرصفتُها بِٱلْوَهْمِ وَالسرابِ مُكتظةٌ.....
شوارعُها بِلا عناوينَ...عبورُها متاهةٌ....
دروبُها متشابهةٌ....متشعبةٌ بِلا نهاياتٍ
وُلُوجُها ضياعٌ وضلالٌ وندامةٌ...
الديجورُ الماكرُ مستنفرًا في جشعٍ
يَنْصِبُ خِيَمَهُ الحالكةَ ....
لِيستطبَ التائهين...عَديمي الهويةِ
ليسخرَ منهم ...لِيُلْحِقَ بهم إذلالا ...
لِيُكْرمَ المظلومين ...مَسلوبي الكرامةِ
بِمأدبةِ حيرةٍ....توابلُها علقمٌ وحنظلٌ
لِيُغرقَ في يمِّ الحيرة من هم في طمعٍ
لِيَعبثَ بِعقولِهِم ويُلبسهم جنونا وخَبَلا
السماءُ في ندمٍ وحسرةٍ وَفي وجعٍ
تَذرفُ دموعَها مِدرارًا....
أَجهضتْ نُجومَها سهوًا وإهمالًا
الرؤيةُ ضبابيةٌ.... المقلُ تَكسوها جلالةٌ
القمرُ يسترقُ النظرَ ...في وجلٍ
مستخفيًا رِعْدِيدًا...يَتَرَقَّبُ في هَلعٍ
خَلف غيمةٍ ....يَختبئ يتوارى
يقضمُ أظافرَهُ مرتبكًا مرتعبًا
يخشى سقوطًا واغتيالًا.....
رائحةُ السخطِ....والضجرِ
تنبعثُ مِن مساماتِ الرضَا
لكنَ الأنوفَ لاَ تشتمُ بها زكام
الرؤوسُ مطأطئةً....مثقلةً بِالهمِّ
مشاعرُ الاحباطِ تَرِدُ عَليْهَا تباعًا
تَتكدسُ المآسي... رُزمًا وَأَكَوامًا
النفوسُ من الغيضِ توقدت...
تَزفرُ دخانًا وأوارًا.....
أُعدمَ الحوارُ والأفواهُ مكممةً
الصمتُ ينحرُ الكلامَ علنًا
الجبنُ يتسكعُ مغترًا واثقًا
لا يُحَكِّمُ دستورًا ولا قوانينَ
البيوتُ يعششُ فيها الخرسُ
معمرةً بالأصنامِ...
أشقاء الموتى...وَأشباه الحمقى
الألسنةُ تُتَمتمُ مكبلةً بالأصفادِ
خيوطُ الكذبِ والنفاقِ تلمعُ....
فوق الأسقفِ وفي المنابرِ ..براقةً
الحقيقةُ تبدو باهتةً ... شاحبةً
قابعةً في القاعِ يكسوها غبار
الأبوابُ موصودةٌ معلقٌ عليها
لا للازعاجِ ....
ضمائرُنَا في سباتٍ وراحةٍ
لقد تَمَّ تشييعُ الرَّحمةِ
إن شئتم صلوا صلاةَ الغائبِ
وأقيموا الجنازةَ.....
وإن شئتم أحيوا حفلةَ الحاضرِ
وأيقظوا الشغبَ...
وأخرى مكتوب عليها لا للصخبِ
هنا مخاضُ العقيمةِ المدللةِ....
غدًا قَدْ تلدُ الفلسفةُ الجدباءُ....
فجراً ملثماً خجولاً وجباناً....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق