دراسة نقدية في فروض نظرية فلكية
بقلمي جمال القاضي
نعلم جميعا أن هناك العديد من النظريات العلمية التي أتى بها العلماء لتفسير كيفية نشأة المجموعة الشمسية ، منها ماهو أقرب للصحيح ومنها لانصدقه ولايصدقه عقل بالتصور ، لكنهم قاموا بتصفية بعضها لتصبح نظريات علمية في العلوم الفلكية ، لكننا وقفنا عند أحد هذه النظريات كثيرا ، فوجدناها تختلف في فروضها اختلافا كبيرا عن القوانين العلمية التي درسناها وتعلمناها من قبل وسنتعرض لها بالتفصيل .
نظرية النجم العابر :
هي أحد النظريات العلمية التي جاءت لتفسر وتشرح لنا كيفية نشأة المجموعة الشمسية والتي كان مؤسسيها هما العالمان تشمبرلن ومولتن .
نبدأ أولا في دراستنا النقدية والتحليلية بسرد لكل من أصل المجموعة الشمسية ثم فروض النظرية ثم نذهب للنقد والمخالفات العلمية بها .
أولا: أصل المجموعة الشمسية :
يخبرنا العالمان أن الأصل الذي تكونت منه المجموعة الشمسية لنظرية النجم العابر هو نجم كبير يسمى الشمس ( وهذا يعني أن الشمس كانت موجودة بالفعل )
ثانيا : فروض النظرية :
1- اقترب نجم كبير من الشمس أطلق عليه النجم العابر .
2- قام هذا النجم بجذب الجزء المواجه له من الشمس على طول خط الإمتداد فيما بينه وبين الشمس .
3- بعد ذلك حدث إنفجار لهذا الجزء الممتد فيما بين النجم والشمس .
4- هربت الشمس من جاذبية النجم .
5- حدث تكثف وبرودة للجزء الغازي الذي حدث له إنفجار من قبل ليكون فيما بعد كواكب المجموعة الشمسية .
6- أخذت هذه الكواكب تدور في مدارات حول الشمس بفعل جاذبيتها .
ثالثا : النقد والتحليل في فروض النظرية والشاهد على ذلك :
هذه النظرية في نظري مبنية على خيال علمي لايستند مؤسسيها على قواعد علمية يصدقها عقل ، والدليل على ذلك مايلي :
1- درسنا قوانين الجاذبية للنيوتن ومنها قانون الجذب العام والذي ينص على أن الجاذبية بين أي جسمين تعتمد على كتلة الجسمين والمسافة فيما بينهما ، حيث تتناسب الجاذبية بين أي جسمين تناسباً طرديا مع كتلتيهما وعكسيا مع مربع المسافة .
2- وبناء على هذا القانون ( النقد ) نسأل : أي الجسمين أكبر في جاذبيته هل النجم العابر أم الشمس ؟ والجواب هو النجم العابر ، فكيف يقوم هذا النجم بجذب جزء من الشمس دون جذبها هي ككل ؟ ولو حدث الجذب ( طبقاً لقانون الجاذبية لنيوتن ) لالتصقت الشمس بالنجم وصار كلاهما جسما واحداً ، وهنا النقد الأول .
3- كيف إستطاعت الشمس بعد الإنفجار الهروب من جاذبية النجم ؟ والسؤال لمؤسسي النظرية هل كان الهروب نتيجة قوة الإنفجار فصارت محررة تماماً من جاذبية النجم ؟
أم انها هربت خوفا من أن يصيبها نواتج الإنفجار فتنفجر هي الآخرى ؟
4- إن كان الجواب لسؤالي الأول بنعم ، فكيف للجزء الغازي الذي حدث له تكثف وبرودة القدرة على الدوران حول الشمس الهاربة بعيداً ؟ وان كان ذلك صحيحا ، فهل هرب الجزء المتكثف من جاذبية النجم العابر ليذهب كل جزء في دورانه دوراناً منتظماً حول الشمس فيما بعد هروبها وهروبه خلفها ؟
5- هل فقد النجم قدرته على جاذبية ماتكثف وبرد وتركه لجاذبية الشمس الهاربة من محيط جاذبيته لتجذبه هي؟
6- من الأولى بدوران الجزء الذي تكثف الأقوى الجسم الأكبر كتلة والأقوى جاذبية وهو النجم العابر أم الأقل كتلة والأضعف في الجاذبية وهي الشمس ؟
في نظر العالمان وطبقا لفروضهما احقية الدوران حولها هي الشمس والتي أحست بفقدان جزءاً منها فعادت لتبحث عن أبناءها الذين ضلوا طريقهم عنها .
نحن نقف أمام قصة من خيال علمي لايتصوره ولايتخيله عقل ولايقف اللسان عن السؤال عندما نسرد متحدثين عن فروض هذه النظرية ، وكيف وصل بنا هذا الحال في العلم ، وهذه النظرية التي ضمن النظريات المعترف بها في تفسير نشأة المجموعة الشمسية لتصبح ضمن مناهج أبنائنا الطلاب في مادة العلوم ، ليكتسبوا معلومات مفروضة على عقولهم ويجب عليهم تصديقها دون جدال مع من يعلمهم ، ألم يكن هناك من يرفع أمثال هذه النظريات من العلوم الفلكية ويبقى لنا ماهو أقرب للصحيح ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق