الاكاديمية العربية المغربية للشعر والأدب

مشاعر راكدة..

بقلمي : فاتن.

مواسم النضوج.. 

لا تستعجلي من فضلك.. 

الغمام لم يغزل العمامة ..

و الفستان تسربت خيوطه

في أجنحة الحمام.. 

رؤوس الجبال لم تولد بعد

مازالت في رحم الضباب.. 

و زمانها مازال مستلقيا

على صدر ليله المراهق

يداه على خاصرة حائرة

يرقب قمره الغافي..

شغب النجوم أرهقه.. 

وأسراب الطيور المهاجرة لا تتوقف..

تسد أفق الضياء و تشوش مجال الرؤية.. 

دعي طريق العودة تنجلي 

تزهر ابتسامات

وتظلل الطيور المحترقة .. 

تدغدغ ربيعها العابس

فتثمله ضحكا ..

مل من ألوان الخريف و رائحة الضباب.. 

شموس الاغتراب لافحة

تجفف الدمع

و تحرق الحلم.. 

كم مهاجر أكلت زاده الطريق

اغتصبت ضحكته

حشرته والصمت

بين جدران الفوضى والغموض .. 

تتراقص أمانيه

على نغمات ناي وحشرجة.. 

صمته يثور عند الغروب.. 

و تستفزه أيادي العتمة

وأعين الليل المتربصة

ينظر من يأخذ بيده

 لمواسم الوضوح

ثم يتريث قليلا ..

فأعين الليل ترف وجلا

تلوذ بظلال عتمتها

تتخفى وراء خطوط الرتابة.. 

تحميها من دوامة إيقاع النبض البطيء ..

تود أن تظل المشاعر راكدة.. 

والقلب متحجرا.. 

يئن من عقدة الإنتظار والحذر..

يغزل من أهداب الملل

جدائل للحظ

ومن الصبر أسورة

يهديها للشمس

لعلها تمحق ليله إلى الأبد..

لعل الزمان ينسلخ

من حلمه المراهق..

ليعتمر عمامة النضوج.

د. فاتن جبور