*كيف لنا أن نلتقي ..
في الهزيع الأخير من الليل
وحدي..
مسروق في رؤية القمر الوحيد مثلي
في وسط السماء الكئيبة الساجية
وحيدة هي الوحدة لها برودة
الجسد المسجى بلا ورح..
كالمنفى في جزيرة وحدته ..
قلب يئن بصمته
والليل يصغي..
لضربات قلب أثمله الحب
مبرّح الأشواق..
لحبيب ضاع مني زمن الحرب
في زحام من رحلوا خوفاً
بحثا عن أمانٍ ..
كرفوف الطيور المهاجرة
عندما باع الجميع باعني
زمن الخسائر رائج
والناس شاري وبائع
لو أعرف ثمن الجمال ما هو
ثمن الحب ثمن الوفاء
ثمن الخيانة ما هو؟
هل يسقط الحب..
كما تسقط الشهب في الليالي المظلمة
وك كل الأشياء الأخرى
كما تتساقط أوراق الخريف
حتى في الحرب الحب لا يغيب
لا يهر ب حاضر ..
ليس عدل أيها البائع اشتريني
عدْ بي لجمال الأمسيات
لحنين الأمسيات..
الليل والنسمة الباردة تلفح وجهي
إنه الفجر أطلَ..
أسمع رنين خلاخله الغجرية
يعبر ما فوق التلال..
ما سرك أيها الصمت لا تبوح
مما أنت خائف ...؟
عندما يصحو الصباح
يعلو أصوات الضجيج
المدينة الشوارع مكتظة بالناس
تبحث عن لقمة الكفاف
الخوف المزروع في كل مكان
لم يمنع الناس من البحث
عن لقمة العيش..
إنها الحرب بوجهها القبيح
نحن في زمن الضياع والبهتان
المسروق من أعمارنا.
أين أنت الآن أيها القمر المسافر
بين أسراب الغيوم الهاربة
أيها المغروز في قلبي
كأشواك صبارة..
كيف ألقاك وسط الزحام؟
دمعة باردة تدفن آهتي الصارخة
في مقبرة الصمت.
ماذا أنت ...؟
ماذا أنا ...؟
أنت البائع وأنا الشاري
كيف لنا. أن نلتقي؟
بماذا تحلم حبة القمح
في رحم التربة ...؟
سوى بالغيمة الممطرة
ليس ماء النهر حاجز بين الضفتين
بل هو جسر من ورود..
إذا إرادة الحب شاءت ؟
فلنعبر معاً لنقطف زهرة اللوتس
معمدين بدموع أشواقنا فرحاً
تحت ضياء الشمس المنعكس بالماء
لأن الحب وحده هو ربيع العالم
وهو المنتصر في كل الحروب
فتعال لنحتفل في انتصارنا
الحرب ماضية في طريق الموت
إلى النهاية..
أما الحب باق في تحدّيه
ماض في طريق الحياة
فتعال لنبدأ من جديد..
ولننسى ما صنعت الحرب
ففي الحب انتصار للحياة.
غســان حنــا / 7 / 4 / 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق