أيتها الأعياد
أيتها الأعياد
كوني ككف جدتي رحمها الله
حناء حنون باسم بلسم
كوني كبدر ليلة قمراء
شقي صدر الهموم
كوني نارا في هشيمها
ولا تبقي من حديثها
ولا تذري لها رفاتا ينثر
اجعلي البسمات نورا
يشع من الأعماق
يتصاعد ويتناثر
كألعاب نارية تسر الناظرين
كوني سيفا بتارا
لتلك الرؤوس السوداء
من كل بقاع النفوس المتعبة
اجعليها تبتسم، كفى عبوسا
أيتها الأعياد
كوني كدعاء جدي في صلاة الصبح
بكفين عامرتين : (اللهم اصلح البلاد والعباد)
كوني كذراعين مفتوحتين على مصراعيهما
احضني كل دمعة في مخيمات الروح
امسحيها ... أبدليها بهجة وضياء
لمّي ما تفتق بالغياب
أعيدي جمع الأحباب
أنيري الدروب والأعتاب، كفى عتاب/ا/
احضني كل قلب مشتاق
صبر وما طاق
ضاق ذرعا واستشاط
ذاق الهم حتى عنه شاط
لملمي هذا الشتات
في الأهل .. إخوة وأخوات
أيتها الأعياد
أصلحي ما فسد بالدهر
شقوق وكسور وقهر
ضمدي الجراح حتى يتم الطهر
سيحي بالقلوب في البراري وقرب النهر
كوني صيفا ضاحكا
كوني خريفا رابكا
كوني شتاء شابكا
كوني ربيعا حابكا
وتدي خيمك وأعلي صرحك
رممي لوحة الإنسانية
شظايا تناثرت هنا وهناك
ريشتك والثغرات
املئيها .. سطّحيها .. لونيها
إهدي نبضات طيبات
اهزجي .. برقي النوتات
مايلي عصونك وعذب النسمات
عانقي الإنسان في أجمل الرقصات
أحنّيه لعبق عطرك الأخاذ
أحنّيه لجيدك ولجودك ودفق حنانك
ربّتي على القلوب فقد هانت أو كادت
احمليها على أجنحتك وانطلقي
إلى أرض الصفا والدفا وعطفات الوفا
إلى أرض لا ناي فيها ولا ربابة ولا جفا
مريم الراشدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق