أتأمل وجه أمي كما لم أفعل من قبل ... و أطوف بنظراتي ، و أطيل التمعن فيه ، و أحاول أن أقرأ بعض من أحاديث التجاعيد و العيون و الابتسامة المدفونة بشقوق تجربة الزمن ... أقترب منها ، و أشد على يديها ... أشمهما شما ... و أقبلهما كما لم أفعل من قبل ... و حين أفعل أضيع في حضرتها و أذوب ... و هي كعادتها تبتسم و تتحسس وجودي ؛ و يكبر جمالها في عيوني كما لو كانت سيدة الدنيا من قبل و من بعد ...
و أرتمي بأحضانها و أقبل منها الجبين فتدعو لي بالمحبة و القبول و الصحة و العافية و الرزق .. و كل جميل ...
هذه هي أمي ... منارة الحنان ... أينما توجهت تظل قبلة الروح ...
حتى و إن صارت يتيمة الرؤية ... و ذبل البصر ... و تعذر التواصل بالألوان ... تظل مصدر كل الألوان ...
تراني بروحها أكثر ... ذاك يسعدني ....
ترمقني عن بعد ... نورا ... قمرا ... نجوما ... تتحسس أنفاسي ... تنعشها ... أولد في عينيها ألف مرة ... و تقول :
أنت ولدي ...
هذه هي أمي ...
حتى و لو شابت و كبرت تفضل الأحلى و الأجمل ...
هذه هي أمي ...
أميرة ...
و أعود من رحلة فضاء كوكب المحبة ، وصورة تجاعيد الحلوة تسكن أعماق الروح و تأبى أن تفارقها ...
تلك أمي ... بلغة الدمعة الساخنة ... و حروف و كلمات البسمة المعبرة ... و الحنان المطلق الذي يعمر مرة واحدة في العمر... لا أكثر ...
إني أسكنتك الروح دون كل البشر ...
أنا ابنك ...
أنا أحبك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق