كتاب المكاشفات
.
الثامنة والثلاثون بعد المائة
كل كلمة أولها حـرف وكل سعى بدايته خطوة وكل مـرغـوب فى محـل مطـلوب
هكـذا يستمرئ المرء فى مبدأ فعـله مايصوغه وبه يمـتد إلى درجة فيها يصبح
الفـعـل أكبر مـن صاحـبه الذى يقـع ضحية ما ينجـزحبا وكراهية وعـلى محـمل
الخير والشرمعـا ، فطالب العـلم نهم لايتوقـف طموحه وطالب المال ذو شراهة
غير زاهد فى جشعه وكل مغامريظل فـلبه معلق عـلى حـبل بين النجاة والهلكة
وجامع الفضلات يحـلم يوما بالعـثور عـلى كنزه الدفون فى أعـلى جـبل القمامة
وكل شقى لايتوب سوى بالكف عـلى يديه بالعـقـوبة فإن لم يكـن فالتوبة لاتصح
سوى فى لحــظة الإحـتـضار كما أن كل مبدع يواصل إبـداعه فى مطـلب الخـلود
نحن ضحايا مانرغـب فيه شغفا واخـتيارا ومانسعى إليه بغـضا واضطـرارا وفى
كل نشاط إنسـانى وما مـطـلب الزواج سوى الدليل بوقع الطـلاق عـلى ما أدعـى
وكل سعى فى الحياة حتى لو كان فى الليل مشفوعا بالستر وفى النهار مدعـوما
بالجهر واقع بين السهر والحمى فمن تعب وحرص ومخاوف واضطرار وتنافس
وسباق وجرى إلى نداهة تنادى كل إنسان إلى مصيره المحـتوم بالفناء كضريبة
مدفوعة الثمن بالتفانى من أجل الحصول عـلى لحـظات من الوهم تُسمى السعادة
.
. نص / محمد توفيق العــزونى
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق