الاثنين، 29 يناير 2024

إجابة قد تقنع، أو قد تطرح في سلة المهملات...
في حوار لي: 
سألت يراع صديق رأيته يتوسد جدار الصمت، وقادني الفضول إلى هذا الفضاء، فطرقت عفوا دخلت دون استئذان، هي ميزة الفضوليين أمثالي، لكن العرف قد شفع لي ، إنه صديق و خل و قريب، بدأت بالسلام و أردفت السؤال: ما بك هكذا على الدوام؟ كما اعتدت بكل الأوقات أن أراك؟
طأطأ الرأس ثم رفعه ببطئ شديد، كأن نحافة جسمه لخصت لي كل التفكير، في معاناته أو بالموجز القصير ألمه و آلامه، وبتمتمة ثم أضاف على النبرة حرقة بلوعة على غضة بالشفتين، غصة اااه، معاناة ألم اليتم و الغربة و الشجع، كله باسترسال وأنا في استماع، وشوقا من قلبي أن أغير له حاله ولو بأخف حال، ثم زاد في الكلام، اااه استغلال بني جلدتي لي لا تطاق، صرت أعيش بينهم حياة العدم و الفراغ، لا أنا موجود ولا أنا مفقود على حد السواء، أحيانا ألود بالفرار من واقعي إلى خيالي، و مرات من خيالي إلى واقعي المعتاد، فتتوالى علي كل الزيارات بين المحطات، محطة العقل و محطة الفؤاد، لم يعلموا الكثيرين حولي أنه ذاك هو الملاذ، ملاذ الإختلاط و الإنزواء،لإثبات عدمي أو إنكار فراغي، حتى أنهم خالوني ويا كم وصفوني، فقالوا، ينهج منهجية انفصام الشخصية والدات، ألم يعلموا أنهم ضربوا عرض الحائط حريتي الشخصية، ااااه، 
وددت أن أناقشه لكنه سرعان ما قاطعني، لأنه يعلم أني كثير الصمت وقليل الكلام في أدب الحوار، تعلم أنهم ضربوا عرض الحائط المنطقية، سواد و بياض أصل الإختلاف في الأجناس و الألوان، أتعلم يا صديقي أني بيوم من الأيام طرحت على الكثير هذا السؤال، قلت بكل اختصار ولم ازد ، على كلماتي هاته ، تاركا له تكملة الكلام، ماهو؟؟ قال: ما الفرق بين الإختبار و الإختيار؟؟ قلت له فما كان الجواب، ابتسم وقال جائتني إجابات عدة، بهذا الشكل ، لا فرق و هناك فرق و هناك فوارق، بالتحليل و وجهات الرأي، فقلت و ما كان الإقتناع عندك يا صديقي، أنت، سألته بروية و بلطف كالمعتاد مني، فقال: إجابة قد تقنع أو قد تطرحها في سلة المهملات، لم اجرأ على الرد إلى حين تكملة البقية منه، لأنه أشار بيده ، امهل فلم أتمم ، الشكل مؤيد و معارض، في الطرح والتحليل ، والرأي عند أحد سديد و عند آخر رشيد، و آخر لا هذا ولا ذاك، هي حياة و حيوات كل منا يعيشها و تعاش، بالرفض أو القبول، أو الاعتراض على حد السواء، فلا اختبار ولا إختيار في الكثير من الأحوال، كلام و صمت، و إثارة و جدال فخصام، ثم تراضي و توافق و وئام، لكن الأهم والمهم يا صديقي هو الإحترام الإحترام سيد كل الآراء وكل المحطات، فثمة شيئ هو لكل نهج و منهاج وأسلوب في عيش هاته الحياة.
حقا والحق جواب فلسفي لم أجرأ حتى على الرد، اكتفيت بالصمت سوى أنني قلت له إجابتك أقنعتني ولن أطرحها في سلة المهملات، إنه الإحترام، ألم أقل لكم بالمقدمة أنني أعلم عنه الكثير بنسبة التسعين بالمئة ، فهو خل و صديق و قريب، لأن الصلب و الأصل هو الإحترام. 
بقلمي أبو سلمى 
مصطفى حدادي 
الرباط المغرب 
٢٩/١/٢٠٢٤

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...