جلست تقرأ عيناي
يا ليتها ما جلست
تاملت سر عيناي
يا ليتها ما نظرت
تطلعت بنظرة. لسر لأسراري
كل جوارحي لها انكشفت
تفهرست وتفننت ببحر أعماقي
كل مابقلبي كشفته من عيناي
اتضحت لها طوعا كل همومي
يا قدري وسر عدم وجودي
يا لوعة الأقدار فى رسم حظي
من بين كل البشر قرأت ضنوني
آ هي الصدق أم قدر مرسوم لي
أن تقرأ جليسة القدر خفايا عيناي
انتابني الخجل بقشعريرة سكوني
هبت على روحي نسائم الجليد القطبي
حملت معها سفر أوجاع أيامي
بكت عيناي يوما من ذاكرة زماني
من صمت قهر الألم بوجداني
من كل دمعة عشق أحقرت فؤادي
اليوم قرأتها جليسة القدر بتفاني
هانت ولملمت كل الرسائل والمعاني
حفظتها دونتها بلحظة ولم أبالي
كنت كالصخرة بلا حراك شل لساني
أنها كانت تلمح في كل الحاضر والماضي
جلست وكأنها قرينة روحي وأنفاسي
عبثت بكل نظرة من سر خفايا عيناي
تأملت بصمت رهيب دون سؤلي
هي ظيفة من عجائب الدنيا وقدري
كشفت خفايا أمنياتي وكل أسراري
بلحظة صدق مرت وكأنها ثواني
جلست وكأن القدر والصدف ضدي
أن تجمعنا لحظة تقرأ فيها كل أفكاري
جلست وأنتهت وانتهى حديث أقلامي
كانت تكتب وتخفي بعض أسراري
اليوم كشفتها جليسة القدر فى ثواني
مات حبري وانكشفت أسرار عيناي
قالت حياتك مثل شبكة خيط العنكبوت
متفرقة فى كل اتجاه يقتلك الصمت
بدافع الخجل وانزواء للوحدة بلا حدود
صارع الزمن وارسم لنفسك كل الوعود
فحياتك من نقيض إلى نقيض
ونفسك تأبى الذل وتعانق الوجود
قم واكسرحاجز الخجل من القيود
أنت جليس الوهم والأمل المفقود
قم وأبني صرحك فى أعالي القمم كصقر جارح
لا يهاب المتاعب ولا هبوب الرياح
أنت جليس الخيال والحظ المهزوم
قم وانزع طيف ذاك الشبح المعدوم
فغدا تشرق شمسك وقدرك المحتوم
من بين كل لحظة ولحظة أمل معلوم
حلق كالطير فى سماء الأفق
اغرس نورالأمل كضياء كنجم براق
غدا ينبلج فجرك وتودع الوهم بالفراق
قصيدة ؛ جلست تقرأ عيناي
الشاعر منير صخيري تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق