بؤساء وتعساء العنف اللفظي
كم هو بئيس أمر بعض الذين يسمون أنفسهم رجالا وهم يطلقون وابلا من الكلام البديء والشتائم ضد المرأة غير عابئين بما تتركه من نذوب في نفسيتها.
لقد خلق الله الإنسان وكرم ابن آدم ذكرا كان او أنثى... لكن البعض يلبسون ثوب المتوحش، فيطلقون الكلام على عواهنه، مستفزين كرامة المرأة وكأنهم هم وحدهم الذين يملكون الكون.
أعجب لزوج يعنف زوجته وله منها اولاد يسمعون ما تمجه الأذن ولا تستسيغه العاطفة تاركين نذوبا في ذاكرة الأطفال والمرأة على حد سواء غير مبالين بتوازنهم النفسي.
لا يستحضر من يقوم بهذا الفعل الشاذ أياما جميلة مرت ، ولا حالة كان عليها ، او وضعا ماديا كانت فيه الحياة تثقل كاهله.
اي اخلاق هذه؟ هل وصل الأمر حد المرض النفسي الذي يتغدى من التجريح والذم والشتم والتخويف بل والتهديد وتجاهل النصف الآخر.
ان كان هناك من خلل في نفسية المعنف الذي لايتوانى في ارتكاب هذا الفعل المشين وغير اللاءق، فمن الأجدر اللجوء إلى طبيب نفسي لمعالجة ما يمكن معالجته.
قد يكون الأمر بسبب وضع اجتماعي سابق في العائلة ترك أثره ويحول الإنسان من كاءن عاقل إلى (سي السيد) الآمر الناهي الذي لا تعلو كلمة على كلمته ، ولا رأي على ما يعتقده صوابا، وهو الخطأ بعينه.
التحكم والتسلط ، معاقل يلجأ إليها مرتكب العنف اللفظي ويتخدها وطنا وقبلة ومزارا.. ما على المرأة الا القبول والانصياع والخنوع، وما يصاحب ذلك من مرادفات، تجعل المتسلط يتلذذ بكل أشكال مهاراته في فنون العنف لإرضاء نفسيته المريضة.
أليس للمرأة المعنفة أهل ؟ أليس لها وطن وقانون يحميها. بعض ضعاف النفوس يظنون انهم السادة ...وهم في الحقيقة مجرد اقزام وحفنة من التوافه استنادا إلى أفعالهم الحاطة بالكرامة.
كما للرجل حقوق فللمرأة حقوق أيضا ومن ذلك معاملتها بما يرضي الله .... فالزواج سكينة ومحبة واحترام ، وليس عبودية وخنوعا .
والمرأة ليست وعاء تفرغ فيه المكبوتات اللفظية او اناء لتفريغ الطاقة السلبية او حتى كاءنا تداس كرامته.
لا يتحمل مرتكب العنف اللفظي غالبا، نصيحة اهل ،ولا أقارب ويعتقد جازما ان ما يسميه بالطرف الآخر هو المخطيء.
يعاود الكرة كأنما سيزيف مع صخرته، حين السكوت عن محاولة أولى وثانية وثالثة بعد تدخل الأهل. يركب الحمق رأسه ويظن انه وحيد زمانه ويعاوده نفس المرض والهلوسات والوساوس والظنون فيطلق صواريخ الكلام ليس مقاوما وإنما مجنونا يلعب بأعيرة نارية ، بارودها العنف اللفظي.
لا يهمه المواقف التي يضع فيه الأبناء ،من اعراض نفسية وسلوكات قد لا تحمد عقباها في المستقبل ، ومن ذلك التاثير على نموهم العقلي ومدركاتهم ونتاءجهم الدراسية وغير ذلك من الآثار السلبية.
ولا يهمه ما قد يلحق الزوجة من أدى وأمراض عصبية ونفسية وهي ألأم التي تحضن ابناءها وتحميهم باسنانها من الضياع.
أعجب لهذا الشخص وهو بهذه الطبيعة العدوانية لا يستفيد حتى من انثى أي حيوان وكيف تحافظ على صغارها وتحضنهم.
يعتقد أن الجيب هو الأساس، وهو الذي يتحكم ،وانه من يملك القوامة التي لا يفقه حتى مفهومها ، ويتصرف على ضوءها وكأنه العارف بالله ، وبأحكامه التي يأخذ منها ما يشاء دون فهم ، ويترك الباقي لأنه لا يساير رغباته واهواءه وامراضه النفسية.
لا يخجل ولا يأبه بتفكك أسري.. المهم ان تظل آراؤه فوق الجميع ولا تعلو كلمة على كلمته .
شفانا الله من أمثال هؤلاء ولتبق المرأة تاجا على الرؤوس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق