زهرة محمد الساهل
كقطرات الندى
تتساقط فوق قلبي
في شتاء بارد
كصقيع عند الفجر
او وقت سحر
في برد قارس خالي من المطر
ربيعه لم يرتوي
تجمد من الثلج قبل اكتمال نموه
وروده كئيبة
لا الوان فيها سوى ذلك الأصفر الذابل
لا أوراق تتمايل
لا عصافير تغرد
تشعر انه متبوع بصيف قاحل
كسماء فقدت زرقتها و صفاءها
كحديقة فقدت بهجتها
كبحر تلاشت امواجه و اختفت اسماكه
كتائه فقد هويته فبات غريبا
عن وطنه و عن احبابه
كجسد غادرته الروح
ولم تبقى سوى جثة باردة
كيتيم هلك اهله في حرب
تمزقت جثتهم أمامه
لا استطاع انقاذهم و لا اللحاق بهم
ضل يشاهد ذلك المنظر القاتل
يرجف من الخوف
عاجز على اتخاذ القرار
لا هو قادر على الفرار
او على الاستمرار
كأنه حقل توليب
تطايرت أوراقه
لم تترك له عوامل التعرية
سوى نبض ضعيف
جل شرايينه اقتلعت
خريف تلوى خريف
كساعة توقفت عقاربها
او اختل توازنها
كعيون عاشق فقدت بريقها
كازهار مسك فقدت عطرها
كطيور سنونو فقدت اجنحتها
فسقطت من السماء
إلى صحراء قاحلة
لا حياة فيها و لا ماء
كاسير حرب قاتل من أجل وطنه
وطن باع القضية
حكم على اسراه بالموت
دون رحمة
رمي بالرصاص مع كاتم الصوت
لا منقذ يسمع
و لا عيون عليه تدمع
غير مسموح بالحداد
على خافق صادق
باعوه بثمن بخس في أقرب مزاد
زهرة محمد الساهل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق