الأربعاء، 31 يناير 2024

الانهيار المشهود للصنم المعبود 

بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي 

    لقد صدقت المقولة : حتى إذا أمطرت السماء حرية فستجد العبيد يرفعون المظلات فوق رؤوسهم خوفا من أن يصابوا بشيء من رذاذ قطرات الحرية ، وهذا أمر غير مستغرب ؛ لأن كثيرا من العبيد ربما يجد راحة النفس والاطمئنان في العبودية أكثر من الذهاب إلى الشقاء في عالم الحرية وطقوسها المكلفة . لكن الأسوأ مما نراه ونسمعه من فئة العبيد ، هو ذلك السؤال الذي يتكرر على مسامعنا من البسطاء والعامة ولانستطيع الإجابة عليه إذ يقولون : لقد صمت آذاننا من نعيق بوم العرب وغربانها تعظيما للكيان الصهيوني وشركاه من امبراطوريات الكذب الغربية ، وتهويلا لآلته العسكرية ، وقدراته القتالية ، في الوقت الذي ينتقصون من قدرات المقاومة الإسلامية وفعل المجاهدين ، فماهي أسباب ذلك أيها العارفون ؟ وهنا استسمحكم عذرا أيها العارفون إذ أحاول الإدلاء بدلوي في هذا البحر الخضم . هذا الأمر - على حد علمي - يعد من ثقافة تكريس الهزيمة في أوساط الأمة ، إذ حاول الغرب الصليبي والعدو الصهيوني تكريس هذه الثقافة في تفكير الأمة العربية والإسلامية منذ بضعة عقود من الزمن أو أكثر بوساطة أبواقهم من المتصهينين العرب (الحداثيين والمنبهرين بثقافة الغرب وحضارته الشوهاء) .       
     ومع ذلك السعي الحثيث ، المدعوم من صهاينة الغرب والشرق إلا أنه لم يجد الطريق المعبد إلى قلوب الأحرار من أبناء الأمة ، ولم تستطع تقبله عقولهم ، بل انبرى الغيارى والأحرار منهم ، ووقفوا كالجبال الشامخة في وجه العدو الصهيوني وشركائه الغربيين حتى كسروا حاجز الخوف ، وهدموا ردم الهزيمة والاستسلام الذي حاول صنعه وإقامته أولئك الناعقون ، والدليل على ماعرضته عليك أخي القارئ ، هو مانشهده اليوم في غزة ، ومن يصطف في خندقها من أبناء الأمة تجاه حلف التجبر الصهيوني والتكبر الصليبي الغربي . فهل آمنتم أيها المرعوبون أن الهزيمة والاستسلام لايسكنان إلا قلب اللص المحتل ، أما قلب صاحب الحق المدافع فلايسكنه إلا الثبات والاستبسال ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...