الأحد، 31 مارس 2024

فراق:

أمي لك ٱنحنى الجمال إجلالا
والكون من عطرك فاح ٱمتثالا

رحلت بالسلامة ذاك حكم مقدر
والروح في فؤادي كالبدر إكمالا

يا جميلة الجميلات والخلق أجمل
يا كريمة النفس والخير ٱتصالا

يا حضنا دافئا من عطف وحنان
كم حملت ما شكوت أثقالا 

يا صاحبة القلب الرحب كروضة
أشتالها تنمو ما عرفت إهمالا

يا ذات الرأي السديد في كل نازلة
على جناح الصدق يأتي وصالا

حديقة قلبك في دوحها قد نمت
سنابل تسلقت فرحا وٱحتفالا

اليد البيضاء للناس دوما ممدودة
تعطي بسخاء لا منا أوٱفتعالا

زادك الله لحسنك قد تجلى خلقا
كما زاد لجبين السماء هلالا

وكماء الورد كصهباء سائغ طعمه
من عطره نسائم فاحت ٱبتهالا

أنت من كؤوس الغدر ما نهلت
وقبيح الفعل ما زرعت أعمالا

ذاك العهد كيف أسلوه والسلوى
عقوق لفضله جحود وضلالا

كلما سمعت حسيس أنين قمت
تركضين لعل في الأمر إشكالا

جفت الأرض والكون في كآبة
مذ رحلت صار المكان أطلالا

سألوني ما ٱعتراني بعد الفراق
حشرجة في نفسي ردت السؤالا

دموعي كنهر النيل تجري فيضا
ما كفكف الصبر الدموع الشلالا

وفي الفؤاد نار الوداع قد ثارت
كم أراقت من المآقي إسلالا

بين جوانحي ما رحلت أحزان
تهد جبال صبري ما منع وحال

حسب صبري كجبل صلب متين
لكن حرقة الفراق هدت الجبالا

نار من تحت أقدامي كم ٱضطرم
والأرض تهتز لها غضبا وزلزالا

وضعتك كرها وقلبي في الثرى
وغادرت شاردا والنفس ٱشتعالا

الحزن يفترس حشاشتي بقسوة
يكسر دروع ٱصطباري أهوالا

خضت في الظلماء وحيدا وفوقي
شهب ترمي قلبي سهاما وبالا

يا نجوم السماء ما السبيل والضياء 
يا قمر وجدي ما حطمت أغلالا ؟!

لا طاقة لي لخوض حروب أحزان
شل صبري وألم الفراق نصالا

حتى المرض لقي الجسد موطنا
يقذف بي ذات يمين وشمالا

كيف ٱستسلمت للموت وكنت في 
عراك الحياة قد هزمت أبطالا

هو الموت (يخبط خبط عشواء)
أصوات تنادي أن شدوا الرحالا

هو الموت حارت العقول والنهى
فك طلاسمه عهودا وأجيالا

ما حياة الإنسان إلا أيام معدودة
يحسب أنه عاش وعمر طوالا

فٱعلم أن لكل بداية منتهى وختم
ككتاب بين دفتيه تقرأ الأعمال...

عبد الغني نفوخ _ المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...