من المعروف أن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين.. وهذا مما يمتاز به الإسلام لأن الله يعلم أن الإنسان ممكن أن تعتريه حالات من الضعف الإيماني فيرتكب الغيبة أو النميمة أو يتكلم بكلام فاحش أو يظن سوءا بالغير بما ليس فيه .. أو يتهمه بما ليس فيه وهذا هو البهتان أعاذنا الله وإياكم منه .. وغير ذلك من المعاصي التى تحرق الحسنات طول العام .. ومن هنا فتح الله باب التوبة في أي وقت ما دامت قبل الغرغرة أو قبل خروج الروح.. قال تعالى . (كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم) ..وهنا لا بد أن نميز بين ذنب ارتكبته ولم تعلم حرمته فهنا ربنا يغفر ويرحم .. "رفع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" .. ولكن المشكلة فيمن يعلم حرمة الذنب وارتكاب الإثم ويفعله ومن هنا إن كان الذنب ماديا أو معنويا فلا بد من رد المظالم لأهلها..إن كانت مالا ترده إليه كاملا كالسرقة والغش والرشوة وغير ذلك ..وإن كانت سبا أو شتما يطلب منه المسامحة.. ثم بقية شروط التوبة .. الندم على ما فات والعزم على عدم العودة.. وأن تكون نصوحا بمعنى لا تكدرها المعاصي بعد ذلك ولا تشوهها.. حتى تكون مثل اللبن الصافي الذي لا تشوبه أي شوائب...كذلك ينبغي إن كنت ترافق من يعينك على المعاصي فابتعد عنه وكن مع الله يكن الله معك .. "إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير.." الخ . فكن بصحبة حامل المسك.. وابتعد عن نافخ الكير .. وإذا أقبل رمضان الذي هو إمساك عن الكلام الفاحش والطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. طبعا الإمساك عن الكلام الفاحش في جميع أيام عمرك.. "أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك.." إلا انه في رمضان يفسد صيامك.. "فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني امرؤ صائم..." فلنتسامح وليتصدق الغنى على الفقير وليرحم القوي الضعيف.. وعليكم ألا تكاسلوا في رمضان عن العمل .. بل قوموا به وأتقنوه.. (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون..) فأنت في حاجة إلى العمل أي عمل مادام شريفا .واسرتك في حاجة اليه .. والوطن في حاجة إلى أن كل فرد فيه يعمل وعلينا أن نترك البطالة والكسل.. فإن محمدا صلى الله عليه وسلم كان يأكل من عمله.. كما كان داوود وسائر أنبياء الله ورسله.. نفعنا الله وإياكم بما فيه خير البلاد والعباد وادعوه سبحانه أن يبلغنا وإياكم رمضان .. وأن يجعل مصرنا الحبيبة سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين اللهم آمين.
الجمعة، 8 مارس 2024
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...
-
لا تساليني من انا الشاعر السيد الشهاوى لا تساليني من انا بل انظريني من بعيد ولا يغررك مني بسمتي فقد ا...
-
مفهوم البقاء والفناء ويبقى الله وتفنى البشر مصير البشر بين الحفر قلوب الناس كالحجر ضحايا البناء والمدر أقاموا الولائم والنذر وقعدوا للأقوا...
-
...يا كاسى..ليه ممنسينى...خدرت راسى..سهرت النوم إف عينى.. أنا قُلت ع الفكر هتقدر..زودت الفكر أكتر واكتر.. ..ولا صرت يا كاسى بتأثر...وإن منك...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق