شهر مارس شهر الربيع و الورد، قصيدة من كلمات الشاعر المرحوم محمد بنيحي الطنجاوي يحمل فيها صوت المرأة إلى العالم.
رسالة من إمرأة
*****************
(1)
أُرِيدُ أن تُحِبَّنِي ... يا أيها المَفْتُونْ
كَمَا أنَا ..
كَمَا أُحِبُّ أنْ أَكُونْ
إمرأَةً في دَمِهَا ...
مِثلُكَ أيُّهَا المَغْرُورُ ...
حينَمَا تُهانُ .. غَضْبة الجُنُونْ
لَكِنَّها لكُلِّ ما تُحِبُّهُ ...
تَضُمُّهُ لِصَدْرِهَا ...
تَحفَظُهُ وَسْطَ الجُفُونْ
(2)
أُريدُ أنْ أخْتَارَ موْعِدَ اللِّقَاءْ
مَتَى ؟ .. وكَيْفَ ؟ حَيْثُمَا أَشَاءْ !
وأَنْ أقُولَ في جَفَاءْ
وعُنْفُوَانِ الكِبْرياءْ :
حِينَمَا تُريدُنِي لرغبَتِكْ
وَخَصْلةٌ مِنْ شَعَري ...
عَالِقَةٌ بِسَتْرَتِكْ ...
وأَنْتَ في الزَّهْوِ الذي أَعْرِفُهُ لِسَطْوَتِكْ :
مَعْذِرَةً يَا سَيِّدي ...
لا وَقْتَ لي هَذَا المَسَاءْ !
أريدُ أن تحِبَّنِي … يا أيُّها المَفْتُونْ
كَمَا أنَا ..
كَمَا أُحِبُّ أن أكُونْ
(3)
يَا رَجُلاً يُحبُّني كَمَا يُرِيدْ
يَذْبَحُنِي بحبِّهِ
مِنَ الورِيدِ .. للْوَريدْ
يا رجلاً في صُلْبِهِ …
دَمُ الإمَاءِ .. والعَبيدْ
يَصُولُ في مَعَارِك الكَلاَمِ …
عَنْ حُقُوقِ الضُّعَفَاءْ …
وعَن تمَتُّعِ النِّسَاءِ بانْتِظَارِ الأقْوِيَاءْ
خَلْفَ سَتَائِرِ الحَدِيدْ
دَعْنِي أرَى في مُقْلَتَيكَ
أَيُّهَا العَنِيدْ
دُمُوعَ الإِنْكِسَارْ
وأضنْ تَذُوقَ مِثْلَمَا جرَّعْتَنِي …
كَأْسَ الهَوَى .. والانْتِظَارْ
أريدُ أنْ تحِبَّنِي … يا أيُّها المَفْتُونْ
كَمَا أنَا ..
كَمَا أُحِبُّ أنْ أَكُونْ
(4)
أرفُضُ أَنْ أكونَ قِطَّةً أَلِيفَةً …
تَشُمُّ وَقْعَ خَطْوَتِكْ
خَلْفَ الأبْوَابِ المُغْلَقَةْ
وَأَنْ أَكُونَ فِي انتِظَار سَاعَتِكْ
بَعْدَ ارْتِشَافِ قَهْوَتِكَ
بَهِيَّةً … سَعِيدَةً … مُرَوْنَقَةْ
فَوْقَ الأرِيكَةِ الَّتي تَعْرِفُهَا في غُرفَتِكْ
أَصُبُّ مَا تَخْتَارُهُ
مِنَ الرَّحِيقِ في كُؤُوسِ نَشْوتِكْ
وَعِنْدَمَا تَضُمُّنِي
تَعْصِرُني في عُنْفوان رَحْمَتِكْ
أريدُ أن تحبني … يا أيُّها المَفْتُونْ
كَمَا أَنَا ..
كَمَا أُحِبُّ أنْ أَكُونْ
(5)
يَا رَجُلاً أُحِبُّهُ …
هُوَ الأَريجُ للزُّهورِ … واللِّقَاحْ
لَكِنَّهُ يُريدُنِي طَرِيدَةً … بِلاَ جَنَاحْ
الحُبُّ عِنْدِي رَحْمَةٌ …
وَعِنْدَهُ الحُبُّ اجْتِياحْ !
يَا رَجُلاً يَبِيعُنِي لِنَفْسِهِ
ويَشْتَري حُرِّيَتِي ..
يُريدُنِي غَنِيمَةً ..
يَزْهُو بِهَا كَتُحْفَتِهْ
ويَقْتَنِي إِراَدَتِي
كَلُعْبَةٍ يَلْهُو بِهَا في غُرْفَتِهْ
وحِينَمَا يَسْبَحُ بِي ..
إِلَى أَعْمَاقِ نَظْرَتِهْ
أَشْعُرُ في أَحْضَانِهِ بالارتِيَاحْ
يَهْمِسُ لي : حَبِيبَتِي …
كَقَائِدٍ جَرَّدَنِي مِنَ السِّلاَحْ
يَضُمُّنِي لِصَدْرِهِ ..
كَفَاتِحٍ يَرْفَعُ رَايَةَ النَّجَاحْ
أريدُ أنْ تحِبَّنِي … يا أيُّها المَفْتُونْ
كَمَا أنَا ..
كَمَا أُحِبُّ أنْ أَكُونْ
(6)
آهٍ .. ثُمَّ آهٍ .. ثُمَّ آهٍ .. آهْ
مَتَى تُحِسُّ أَنَّني .. جَدِيرَةٌ بالاعْتِبَارْ
وأنَّني كَجَدْوَلٍ ..مِنَ العَبِيرِ .. والأَنْوَارْ
وأَنَّنِي تَحْتَ الرَّمَادِ .. جَذْوَةٌ مِنَ الإِعْصَارْ
إِنْ كُنْتَ سَيِّدَ القَرَارِ … فَأَنَا …
أُنْجِبُ سَادَةَ القَرَارْ .. !
وَلَنْ أَقُولَ بَعْدَ اليَوْمِ … يَا مَوْلاَيْ
حَتَى تَتُوبْ
تَجِدُنِي كَمَا أَنَا …
إمْرأةً غَفَّارَةَ الظُّنُونِ … والذُّنُوبْ
آهِ .. ثُمَّ آهٍ .. ثُمَّ آهٍ .. آهْ
أُرِيدُ أَنْ تُحبَّنِي … يَا أَيُّهَا المَفْتُونْ
كَمَا أَنَا …
كَمَا أًحبُّ أَنْ أَكُونْ
(7)
سيِّدَتِي
حَبِيبتِي .. وَزَوْجَتِي
أُمِّي التِي بِاسْمِهَا تُفْتَحُ لِي
بَابُ السَّمَاءْ
بِاسْمِهَا أَصْرُخُ : يَا أُمَّاهُ
عِنْدَمَا تَعْصِرُنِي يَدُ الشقَاءْ
(8)
حَبيبتِي الجَمِيلة
مُسْتَغفِرٌ عَيْنَيْكِ مِنْ غَرِيزَتِي
وَرَثْتُهَا مِنْ أُمَّتِي …
ومِنْ شَريعَةِ القَبِيلَةْ !
(9)
سَيِّدَتي …
فِي الحَقِّ لاَ تَسْتَعْمِلِي كَيْدَ النِّسَاءْ
وكَفْكِفِي مِنْ مُقْلَتَيْكِ دَمْعَةَ الخَنْسَاءْ
قُولِي : أنَا قَويَّةٌ ..
بِالحُبِّ .. بالجَمَالِ .. بِالذَّكَاءْ
وأنَّني شَقِيقَةُ الرِّجَالِ الأَقْوِيَاءْ
سَيِّدَتِي
فِي عِصْمَةِ الجَمَالِ .. والحَنَانِ .. وَالوَفَاءْ
أنْتِ مَلِيكَةُ الرِّجَالِ .. الضُّعَفَاءِ .. السُّعَدَاءْ
سيدتي ..
لاَ تُعْلِنِي حَرْبَ البَسُوسِ بَيْنَنَا
فَلَمْ نَعُدْ نَعْرِفُ أَيْنَ الشُّهَدَاءْ
فِي كُلِّ هَذِهِ الحُرُوبِ …
مِنْ عُهُودِ الخُلَفَاءْ …
إِلَى العَصْرِ الَّذِي وَأَدَ فِيهِ الزُّعَمَاءْ
شَهَامَةَ الرِّجَالِ … وَكَرَامَةَ النِّسَاءْ
سَيِّدَتِي …
أَنَا وَأَنْتِ تَوْأَمَانْ
كَالشمْسِ والقَمَرْ
أَنَا وأَنْتِ وَجْنَتَانْ
كَالظِّلِّ والشَّجَرْ
أنَا وأنتِ قِصَّةٌ
تَرْوِي مَشَاعِرَ البَشَرْ
محمد بنيحي الطنجاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق