قابع في مكاني أراقب حزن المساء
وزجاج النافذة أمامي ضبابيّ
والرؤية كالسّراب غائمة
ولون الحمرة قانٍ
ورائحة الموت تكتسح المكان
ووجه الغيمات مربدّ
والمدى أمام عينيّ يقصر ويمتدّ
والوجع الكابس على صدري يشتدّ
ولساني عن الفصاحة يرتدّ
والكراسيّ من حولي مبعثرة في غير انتظام
في العمق كرهتُ فوضى النّظام
وأساليب التشفّي والانتقام
وتشابه سيرورة الأيّام
ومآسي اللاجئين وحال الأيتام
والجلوس مكرها على موائد اللّئام
إن حدث وانخرم جزء منّي ومنك فلا ملام
أذهان روّاد المقهى نافرة في عمق السماء
ونشرات الأخبار كنعيق الغربان
عفوا وكذلك مواقف بعض العربان
الوجع يشتدّ
وأنا كالتّائه في الزّحام
أراقب الخيوط الحمر تتلاشى كما خواتم الأحلام
والطّيور تكاد تسقط
ترفرف بأجنحة متعبة
لقد شحّ رغيف الخبز
ومن العار أن تدفن الطفولة ببطون خاوية
حتى دود الأرض عاف الجِيَفْ
قرّر ألاّ يشارك في ولائم التقتيل
عار عليكم طأطأة الرّؤوس
ودفن المعاول والفؤوس
وتعلّم فنّ الانحناء والتقبيل
الأشلاء بحجم الحصيّات مبعثرة في الزوايا دون عزاء
يا لهذا العار
يا لهذا الغباء
لم تعد تستفزّهم بعثرة الأشلاء
ولا خواء البطون والأمعاء
سيقاضيكم كلّ من سقط بلا ذنب
ستقضّ مضاجكم آهات الأطفال الرضّع وعويل النساء
ولكنّنا حتما سننتصر
بقدرة قادر مقتدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق