السبت، 2 مارس 2024

خرجت يوما في نزهة أو إن صح التعبير جولة صغيرة تذكرت فيها أيام الصبا والطفولة عندما مررت في طريق بين الحب الذي رأيت فيه النور والسوق الأسبوعي سوق الخميس بمدينة بوزنيقة اقليم بن سليمان فاستوقفتني نخلة عملاقة كانت تطل على ركام الحي حي منصور وهو أقدم حي في المدينة وكان يعرف بحي السوق لقربه من السوق ومعمل أݣلو ريكس الذي كان يعمل فيه والدي وأغلب سكان المدينة معمل كان يعتبر قلب اقتصاد المدينة النابض في ذالك الوقت
كانت تقف تلك النخلة شامخة بين الحي الصفيحي المهجور بعدما استفاد سكانه من بقع أرظية لبناء منازل حضارية الخريطة التي رسمتها الدولة مغرب بدون صفيح فأصبح الحي الجديد حي الرياض حاليا أما السوق الأسبوعي أصبح بدوره مهجورا من يوم أغلق في فترة كورونا لما انتهت المدة كل اسواق المدن المغربية فتحت ابوابها إلا هذا السوق العجيب الذي مازلنا لحد الساعة نجهل اسباب عدم فتحه
بينما سكان المدينة مازالو يئنون تحت وطئة حداء غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار لقد كان السوق رحيما بهم وبجيولهم الشبه الفارغة من ارتفاع الأسعار
فلما تمعنت في النخلة رأيت نخلة عملاقة شامخة ومشاهدة على ولادتنا العسيرة التي هيئتنا أمواجه ضروف أكبر من حجمنا وقدر بصفات وحش مفترس فمخاض الولادة جعل قلوبنا صلبة مثل الفولاذ فجعلنا من ذالك الوحش قطا أليفا 
بعد ترويضه بأملنا في الحياة وصبرنا الذي لا يقهر
فكان بيني وبين النخلة هذا الحوار
              النخلة العالية

    يا النخلة العالية
سألتك ردي علي لخبار
امجردة بطولك باهية
دانية ديك لثمار
يا النخلة جاوبيني
راه حالك مايخفي أسرار
جئت نشكي همي عليك
لقيت همومك بالقنطار
جاوبتني بكلام منقوش
فجذورها هو محفور
راني يا غريب فخربة خالية
ما تحوم حدايا طيور
راني يا غريب باكية
حالي بالوحدة مضرور
علاش يا النخلة باكية
ودموعك فعروشك رسمت سطور
بكاني خيالي وظلي المهجور
الشمس ظاحكة تسخر مني بنهار
والݣمرة تواسيني بضيها فلسحار
يا النخلة راني بحالك نقاسمك أسرار
من غذر الدنيا ولعب الأقدار
ساوي حالك مع حالي
تلقاي حالي فايتو فالعبار
ما حيلتي للأيام الخاينة
ولا الزمان الغذار
عبد اللطيف ميصر 5 7 2023 المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...