السبت، 30 مارس 2024

مدرسة البطولة
………
علمي ياغزة الدنيا ومَنْ فيها البطولةَ والفدا
وأريهم كيفَ يغدو الطفلُ تحتَ الردمِ شِبلاً 
ثم ينمو أسدا
ويحلّقُ في الفضا صقراً إلى أبعد مدى
وإذا حانَ المخاض …يأتي نارا
يُسمعُ الاعداءَ صوتَ الموتِ
والكونَ الصدى
 ودعيهم يبصرون
كيف يحيا جُندُنا تحتَ التراب
في انتظارِ النورِ مِنْ كفِّ الردى 
قد تخلّى العربُ عن واجبهم
صاروا حزباً ناصروا جيشَ العدا
فعقدنا العزمَ كالزيتون ِنَبقى
جَذرُنا في التربِ يدعو للفدا
ليردّوا كيدَ خنزيرٍ وقردٍ عاثَ
تخريباً ًوتدميراً بغزة قد بدا
وبغى حرب الإبادةِ والعذاب
قتّلَ الأطفالَ جمعاً والنساء
بعثرَ الأشلاءَ في الأنحاءِ تأكلُها الكلاب 
لم أر َمن قبلُ مخلوقاً سويّاً يرى في الإجرامِ بالمظلومِ لذة
غيرَ ذاك النتنِ مع أعوانه
طغمةُ تستطعمُ الدّمَ وتفرحُ بالخراب
وترى الكونَ لهم مُلكاً مديدا
 تدّعي الناس َلهم ُخُلقوا عبيداً  
لقّنتْ غزةُ المجرمَ درساً ليس يُنسى؛
لا يموتُ الحرُّ قبلَ أن يَأخذَ ثارَه
لا يضيعُ الحقّ إنْ هَدّمتَ داره
أرضُنا ميراثُ آباءٍ وأجداد ٍ عظام
كيف نتركُها لتوطينِ اللئام؟!!
صَمدتْ غزةُ حتى اليوم ستةَ أشهر 
تتلظى بالقنابل
وهي أتّونٌ مُزلزل وبركانٌ يُقاتل
جرّعوا غزّة أنهار اً من الدّمِ البريء
هُدّمتْ كلُّ المنازل 
أصبحت شبهَ المقابر 
ما بها بيتٌ مُضاء
ناسُها بينَ شهيدٍ وجريحٍ أو مُحاصر 
جاهداً يجري ليجتازَ المطر
يَحتمي في خيمةٍ
 او بقايا من بناءٍ قَدْ تَهدّم 
لا يبالي بالخطر
 حامداً للهِ في عَليائه 
رغمَ أنّ الأهلَ :بعضهم ماتوا
وقسم ضُيّعوا
 بيتُه صار ضريحاً مُستباح
وهو يجري صائحاً الله أكبر
نحمدُ الله على هذا الفلاح
فعرين الأسدِ لا زال مُعافى
وليوث النصر تزهو بالكفاح
تضربُ الأعداءَ من صفرٍ وتجهدُ للنجاح
يسألُ اللهَ السلامةَ لِلنفق
قلبُه من شدّةِ الظلمِ احترق
حلمُه قد ضاعَ  
في البحرِ غَرِق
ويرى أوطانَه شبهَ الوَرق
مزّقوها بعثروها في الأفق
كيف يَحيا في خنوعٍ وقلق
وهو يؤمنُ أنه حُرّاً خُلق؟
قمْ يا هذا ما لك حقٌّ براحة
قُمْ وقاتلْ إنَّ ريحَ الخُلدِ فاحَ
لا تقلْ أهلي فلا نرضى النواحَ
إيه يا مسلمُ إيّاك الخنوع
قد عرفناك عزيزاً كيف تحيا بالخضوع
 جَدّك المغوارُ خالد وعليّ 
عمر ُالفاروقُ جَذرٌ للبطولة
انتمُ اليومَ الفروع
علّموا الكونَ بأنّ الفرعَ مثلُ الجَذرِ
 لكن ،هو دوماً في طلوع
عصبةٌ من خيرِ جُندِ الله هبوا 
اعلنوها للملأ: وحدَنا 
سوف نناضل
  كُلُّ فردٍ قد يُعادل 
في الوغى ألفَ مقاتل
عقدوا العزمَ لتحريرِ ِالوطن
كيف تمّ الأمرُ؟ كلهم بات يُسائل
هذا يُفتي ..ذاك ينصحُ …والآخر يُجادل
بعضهم يَخشى النهاية
يطلبُ الهدنةَ تارة
  يعرضُ الأفكار ُأخرى ويُحاول
ونسوا أنَّ المخطّط والمنفّذَ
مِنْ بطونِ السجنِ  
إو رحمِ انتفاضةِ  
قد أتوا
عقدوا العزمَ على النصرِ المؤزر
إنّه طو فانُ أقصى
جاء هم ردّاً على أوزارِ ظُلّامٍ عَتوا
أيّها العالمُ الحرُّ كفى
آن أنْ تصحو وتنهض
كيف يُنصرُ مَنْ توانى وغفا
إنّ مَنْ يبُصر ناراً مُحرقة
دونَ أن يسعى إلى إخمادِها
هو والموقدُ في الذنب ِسَواء
وكذا من يبُصر الأطفالَ 
تَتَهاوى …مثلَ أوراق ِالشجر
تارةًً جوعاً وأخرى ظَمأً
تتساقط تحت َزخات ِالقنابل
وما بينَ الركام ِ تَتوارى
لولا أنّ المسكَ منها كانَ في الجوِّ يضوع لم تُرَ
وتساءلنا بحزنٍ وأسى: ماذا جرى؟
وهو كالخنزير ينعمُ بالعفن
ذاك لن يُحسبَ إنساناً سَويّاً
هو جَزّارٌ ومُجرم.. أو منافق ما له دينٌ 
وبالكفر يُجاهر
هو ملعونٌ ومنبوذُ مُقامر
هو في الدنيا حقير ٌ لا يُعاشر
وهو يوم البعثِ خاسر

انتهت
بقلمي:
فتحية طه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...