الاثنين، 8 أبريل 2024

ما هي الكتابة ولمن نكتب ..
هي أنفاس وألم وانكسار وندم.
صدقني عندما أكتب اكتب عن إحساس ويأس.
عن جراح وصفعات وكثير من الندم وقصص قد حفرت عميقا بألم في أرشيف الذكريات.
الكتابة لها سحر وهي صديق لا يخون ولا يلوم.
نستبيح فيها كل التفاصيل التي تعجز عن وصفها اللغات والأصوات.
الكتابة هي الملجأ الذي يحتوي كل انواع الأسى والاحزان.
تكتب دون خجل وقد تستعمل اللغة للتلميح او في نظم لا يفهم على عجل.
الكتابة لها وجدان و احساس يلامس حياة وتفاصيل كثير من الانفس المتعبة التي تجد وصفا موضوع في نص كأنه ارسل لها في لحظة ضعف وانكسار ليعيد شحنة بشحنة انعاش من الامل فيعود نبض شريان الحياة.
متوهم كل من يرى ان النصوص مجرد حروف وكلمات مكتوبة.
كثير من النصوص تحتوي على مداد الحياة. وقد اعادت بعض النصوص الكثير الى بهو الحياة من حافة الموت والضياع.
ان النصوص التي يضع فيها الكاتب مدادا من الاحساس النابع من المشاعر الوجدانية تتحول الى نصوص ازلية تلامس كل نفس متعبة من تجربة مأساوية.
صدقوني النص الذي لا ينبع مداده من اعماق حزينة او مرت بتجارب متعبة و أليمة هو نص سطحي قد يعجب القراء لكن يبقى نص باهت لا يلمس اوتار الحياة.
الكتابة سحر ابدي سرمدي مداد حي من صندوق النفس والحياة.
قد نعثر على نص قد كتب منذ مئات السنوات يلامس اشياء ويحرك كتله من العواطف والافكار.
كأنه ارسل لنا على عجل وفقد في زحمة الحياة.
نحن لا نكتب من اجل الشهرة نحن نكتب بدافع من شعور الوحدة والالم وانعدام الطعم للحياة مع من نتشارك معهم في بهو الحياة.
نرسل رسائل استغاثة والمفارقة تتحول الى نداء استغاثة جماعية.
لأنها لامست كثيرا من النفوس المتعبة التي وجدت فيها طوقا للنجاة.
الكتابة تنصح بصمت. وتلوم بصمت. وتعطي امل بصمت. وقد تصفع بصمت.
وليس هناك امل وعطاء مثل عطاء النصوص تعطي دون مقابل تواسي دون شماته.
نحن نكتب مشاعر وكلمات من اجل اناس اتعبتهم زحمة الحياة.
نكتب من اجل الذي يقرأ بصمت وقد وصل الى عجزٍ من صدمات الحياة.
ونكتب من اجل من لا يكتب وهو مرهق او حزين او عاجز فيجد في بعض ما نكتب طعما جديدا للحياة.
نحن نكتب الى كل اب مكسور امامَ
 قسوة الظروف والعمل والحياة.
من اجل كل حزين من اجل كل مهموم من اجل كل فاقد وطن او عزيز.
نكتب من اجل كل يتيم ومسكين وعاجزٍ وحزين.
نكتب من اجل كل مظلوم مقهور.
نكتب من اجل الفقير ومن اجل كل من تراكمت عليه الديون.
نكتب من اجل أولئك الذين وضعوا كل ثقتهم في أبنائهم ووجدوا انفسهم في دار العجزة او تم تسليم شؤون حياتهم للخدم.
او تم التعامل معهم بقسوة وإجحاف.
نكتب شعورا من اجل كل عامل يعمل تحت الظلم.
من اجل كل من استغلت طيبته وتعرض للخداع.
نحن نكتب من اجلكم.
هذا اقل شيئا يمكن ان يكون في ميزان الانسانية والاخلاق والقيم.

بقلم الكاتب محمد دندح العاشق .
سوريا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...