بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي
من الأسلحة التي استخدمت ضد الأعداء والخصوم على مر التاريخ مقاطعة منتجات وبضائع الأعداء ، وكذلك الخصوم ؛ لأنها تشكل سلاحا ماضيا عليهم لايقل خطرا عن السيف والرمح ، أو عن الطائرة والصاروخ ، ومن ذلك مافعلته قريش مع بني هاشم ، وفيهم رسول الله محمد (ص) ، إذ حظرت قريش البيع لهم أو الشراء منهم حتى كادوا أن يهلكوا في شعب أبي طالب ...
والمسلمون اليوم تجاوز عددهم المليارين ، وعدوهم بضعة ملايين ، يقع في قلب جغرافيتهم إلا أن معظمهم عاجزون عن المواجهة العسكرية ؛ لذلك لانطلب منهم إلا أن يقاطعوا منتجات وبضائع الكيان الصهيوني ، أو منتجات وبضائع تلك الشركات الداعمة للكيان الصهيوني ، وهذا أمر في متناول أيدي المسلمين ، لايكلفهم سوى أنهم يستبدلون هذه البضاعة بتلك ، وهذا المنتج بذاك ، وبهذا التصرف الهادئ الراقي غير المكلف ، نكون قد شاركنا إخواننا في الجهاد ، ووجهنا الضربة القاضية للكيان وداعميه من غير أدنى تكلفة ؛ لذلك أخي المسلم لاتستهين بأمر المقاطعة أبدا ، ولاتصدق المطبعون والمنبطحون ، الذين يسعون ليل نهار لتثبيط عزائم المسلمين ، والطعن في أهمية سلاح المقاطعة ...
في احدث استطلاع للرأي أجراه موقع الجزيرة نت أن المقاطعة الشعبية للمنتجات والشركات الداعمة للكيان الصهيوني نجحت على نطاق واسع في الإضرار بهذه العلامات التجارية ، كما توقع محللون أن تتراجع النتائج المالية لتلك العلامات التجارية خلال الربع الأخير من العام الحالي , وعلى مر التاريخ فإن المتتبع لسلاح المقاطعة الاقتصادي يجد أن هذا السلاح قد نجح نجاحا كبيرا في تركيع الأعداء ، ففي عام 1769 استخدم تجار الولايات المتحدة الأمريكية تحديدا تجار فيلادلفيا سلاح المقاطعة الاقتصادية ضد بريطانيا عندما كانت تحتل أمريكا ، وهكذا دواليك ... ومع هذا مازال المنبطحون والمطبعون والمأزومون يضعون رؤسهم في الرمال ، ولا ندري متى سيرفعونها ؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق