الأربعاء، 29 مايو 2024

بيت العيلة 
أنا اتولدت في ريف مصر بقالي زمان
في قرية كلها خضرة ريحتها كما الريحان
ونهر النيل يحيط القرية من جميع الأركان
شارعنا كلهم أهلي وأصحابي كما الإخوان
وبيتنا قديم وبسيط ملوش رقم ولا عنوان
عنوانه كان اسم أبويا وتوصله كما الرهوان
كنا من البنات خمسة وثلاثة من الصبيان. 
حياة بسيطة نعيشها مليانة سلام وأمان
لا كان فيه دش ولا كهربا ولا دهان على الجدران
ولا حد يخاف من الشارع ولا شكوى من الجيران
 يومنا كان يبدأ مع الفجر علي صوت كروان .
كان صوت أبويا لما يقرأ جزء من القرآن
نصلي معاه ونفطر ونشكر ربنا بكل إيمان
وع الطبلية أبويا يدينا دروس بكل حنان
سم الله وكل علي مهلك مهما كنت جعان 
وكل بيمينك وامضغ طعامك انت إنسان 
ونروح مدارسنا ونرجع بعد الضهر بكل أوان
ونعمل الواجب ونساعد الأهل في الغيطان 

في بيت العيلة
 شفنا الخير والحب والرضا من أهل زمان
ولمة الأهل بالليل والكل سعيد فرحان 
 وحكاوينا في وسط الدار والكل سهران
وحواديت جدي عن العفاريت وعن الشيطان
وضحكة أبويا تهز الدنيا وعمره ماكان زهقان

وقعدة أمي مع مرات عمي في الركن بتعمل شاي 
وعمي قاعد بيصنع لينا من الغاب أجمل ناي
واللب مع الفول مع القصب شوية وجاي 
 وابويا يقولنا لغز ولو حليته يافرحتي ياهناي 
كأني أبو زيد راجع من غزوة بألف اسير وياي

في بيت العيلة... 
لا كان فيه نت ولا تليفزيون ولا فيس يفرقنا 
كانت قلوبنا صافية وجميلة والحب يجمعنا. 
ونحترم الجد والعم والخال زي ماأمرنا إسلامنا 
ونحفظ القرآن ونعاون الجيران وننتمي لبلادنا 
بيت العيلة جميل بس ياخسارة راااح منا 
بعد المدنية اتغير واتغيرت شوارعنا 
واتلوثت سلوكياتنا واتشوهت ملامحنا 
والأخ بعد عن أخوه .... عشان كدا ضعنا !!
.....................................
أنور محجوب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...