السبت، 4 مايو 2024

تداعيات
قصه قصيره بقلم / ناصر احمد سلمان
................ المسافه ....... خطوه ........ خطوتان .... ǃǃ ........
..... فى تحدى وصمود .... واصرار متعمد ..... أقف أمام فكيه العريضه المرهبه ....... مغمض العينان .....
رافعاً ذراعيه فى خضوع واستسلام ...... شاهق أنفى فى عناء السماء ..... فى شموخ .......
أشاهده بين رمشي عيناى مندفعاً كالعملاق المدمر .... بفكيه الغليظة .......
صوته مزعج جداً .... وهو يطوى الأرض بسرعه مذهله ...... يصل إلى مسامعى .... فيخترق أذناى بشدة ......
يتصاعد الدم .... ويغلى من أخمص قدماى ........ حتى منتهى قمة رأسى .......
فأشعره حاراً مندفعا جياشا فى صدرى وأعماقى ..........
لينزعنى من أعماقى ...... ويقتلعنى من جذورى ........
......... لاأحتمل مظهره الموحى .......
أغمض عينى .... وأسد أذنى على كل شئ ..... فى أستسلام وخضوع ......
....... المسافه ...... لاشئ .... ǃǃ ........
..... فى لمح البصر ... كالسيف القاطع ... وأنا واقف أمامه مغمض العينان والآذان ..... فى تحدى وشموخ .......
مر على بعجلاته الثقيله السريعه ......
داس على ذاتى ... وأجزائى ... فتفرقت .... تناثرت أشلائى ..... وتبعثرت ..... وتباعدت وانتشرت فى كل مكان ....
..... تجئ ( أمى ) ... وهى ممسكه بكيس من البلاستيك .. لا أدرى من الذى أنباءها بذلك ..... لا أدرى .......؟ ......
تخرج من شق ثيابها ( ملقاطاً ) كبيرًا ........ وتعمل أمى جاهده ........ وهى صامته ......
تجمع أجزائى ...... اشلائى المتناثره ... تجمعه ...... وتجمعه ..... قطعه ..... قطعه ..... لتضعها بالملقاط فى الكيس
لم تنسى أمى أن تمر عليهم بلسانها ...... أعتادت ذلك .... أعتادت ...... ǃǃ ........
..... ظلت كذلك مراراً جاهده ... حتى جمعت كل أشلائى المبعثره فى كيس ......
فتلتئم أجزائى ..... وأعود كما كنت .......
... أقف على قدمى ... وألعنه ..... فتقبلنى أمى ... وتأخذنى بين أحضانها ....
فأنسى كيف مزقنى ....... ولكن لاأنسى صورته ... حينما كانت الخطوة .... لاشئ
... أعود من جديد ... وأكرر ... أقف أمامه فى شموخ وتحدى ..... فيمر على أشلائى ..... يدوس عليها ... فيفرقها ... وتتبعثر أجزائى
.. وتعود أمى فى كل مره ... وتجئ ... لتجمع أجزائى بملقاط وتضعه فى كيس بلاستيك ....
فتلتئم أجزائى ... وأعود كما كنت .........
وأقفً على قدمى ... وألعنه ... فتقبلنى أمى ......... وأنسى ......... ولاأنسى ....... ǃǃ ........
..... أعتدت أنا .... وأعتادت أمى كذلك بأستمرار .......
حتى مللت .... وسألتها يوماً ...........
إلى متى أتحمل سيفه ياأمى ...... .......؟ ...........


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...