الأحد، 30 يونيو 2024

مهلا واسمعنا يا سيدي الرئيس!
مهلا واسمعنا يا سيدي الرئيسْ
خذنا بحلمك وافهمنا ولا تُعِن علينا إبليسْ
باسم كل الشرائع والأعراف والنواميسْ
أنظر نظرةً عجلى لشعبك البائس التعيسْ
لا تأخذ منا أرجوك حتى الحق في التنفيسْ
ولا تترك حزننا وقهرنا في الصدر مقموعاً حبيسْ
فنحن أحياء يا سيدي وإن كنا متاعيسْ
نحن بشر يا سيدي ولسنا أغناماً أو جواميسْ
دعنا نقول رأينا فيك دون نفاقٍ أو تدليسْ
وفي كل مسؤولٍ فاسدٍ فاشلٍ خسيسْ
صار بنهبنا أغنى من أوناسيسْ
أنت لست معصوماً يا سيدي ولست حتماً قديسْ
أنت لست مركز الكون يا سيدي فلا تكن نرسيسْ
ولست سليمانَ الحكيمَ أنت أو حتى بلقيسْ
طلقنا يا سيدي فلسنا فؤادةَ حتى وإنْ كنتَ عتريسْ
لا نحمل الضرب سيدي فحسس علينا تحسيسْ
وكن رقيقا حنوناً يا سيدي وعفواً حسيسْ
واعذرنا لسوء أخلاقنا فقد نكون شعباً سيسْ
ولكن ما نزال صدِّقنا نضمر بعض الأحاسيسْ
بعض النور امنحنا ولا تطفيء في ليلنا الفوانيسْ
بعض العطف هبنا فيكفينا انكساراً وترفيسْ
تعبنا يا سيدي فيكفي للطواقي تلبيسْ
ومللنا من سياسات الضغط والتيئيسْ
أم ترجون منعنا حتى من الهمس والهسيسْ
إنْ رَفعَ المرء صوته تهاوى وبالأقدام ديسْ
لا تخنقونا سيدي وتغلقوا علينا الكيسْ
أإذا قال حرٌ رأيه راح خلف الشمس فطيسْ
أو ألفى نفسه في السجن مع الأشرار جليسْ
أو صار وغداً عميلاً موضع التجريسْ
كل شيءٍ حولنا يوجب التصويبَ والتجليسْ
وضبط الفكر والتخطيط والتأسيسْ
كل شيءٍ ربما يطلب النفض والتكنيسْ
صرنا بذيلِ الدنيا بكل المقاييسْ
واقعنا صار أقسى من أعتى الكوابيسْ
عنه لا تقوى على الشرح القواميسْ
ألا تدرك ضيقنا وتلمس واقعنا البئيسْ
جائعون نحن يا سيدي ينهشنا غول التفليسْ
ترانا فتحسبنا من ضعفنا نتبع كل أنظمة التخسيسْ
لم يعد لدينا ما نبيع سيدي فقد بعنا البخسَ والنفيسْ
نحن أبناء الحواري لسنا من لندن أو باريسْ
رؤوسنا محنية لا ينقصها المزيد من التنكيسْ
مكسورة هي أرجلنا ونمشي دون تجبيسْ
إسمع نصحي يا سيدي قبل أن يحمى الوطيسْ
ورفقاً بنا وانتبه فالقهر يقرع النواقيسْ
يجعل المرء وحشاً أو ثائراً أو من الجواسيسْ
عندها لن ينفع النصح ولن تجدي كل المتاريسْ!
د. خالد سليمان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...