مسكينٌ هو حقل الأدبْ
كأنه لقيطٌ بلا أهل ولا نسبْ
غدا اللطيمُ مشروخاً مستلبْ
تآمروا لدفنهِ وأكثرهم له صَلَبْ
بريءٌ هو من معظمِ ما انكتبْ
لو كان شخصاً لانطفا واكتأبْ
ومن قهرهِ اشتكى وانتحبْ
أَنّاتهُ تعلو من صنعاءَ إلى حلبْ
أكادُ أسمعهُ يصيح ارحموني يا عربْ
سيفقعُ يوماً من فرطِ الغضبْ
فقد صارَ وكراً لكلِ من هبَّ ودبْ
لمن عدموا الذوقَ والإبداعَ والأدبْ
ولكل أَفّاكٍ تذاكى ونصبْ
وحتى للسفيهِ ممعوطِ الذنبْ
باتوا يعطونَ بعضهم ألقاباً ورتبْ
لست أدري منذا الذي لهم انتخبْ
لو كان شوقي هنا لقالوا له تَقدّم بطلبْ
ليتهم يُسخَطونَ إلى صخور أو خشبْ
وليتهم يرحمونا من ذاك الشغبْ
فما في نظمهم مِن ظُرفٍ أو طربْ
إلا البليد مثلهم له ما انجذبْ
تباً لهم وليحشروا مع أم لهبْ
هوتِ الأذواقُ في الدنيا كأنَّ بها عطبْ
فضاعَ الفن بفضلهم وفشا الصخبْ
ونبْع الخَلقِ غدا ذابلاً كأنما انتهى ونضبْ
كم من نصٍ ركيكٍ لنصٍ بديعٍ طوى وغلبْ
لأن القومَ ينظرون للصدورِ وما فوق الركبْ
وكم من كاتبٍ فذٍ طالهُ اليأسُ فانسحبْ
فما عاد في وسعه احتمال الزيفِ والخُطبْ
ترى نصوصاً شنيعةً تثيرُ السُخْطَ والعجبْ
حين تسمعها كأنَّ سطلَ ماءٍ على رأسكَ انسكبْ
كتاباتٌ كتركِ رمضان والصيام في رجبْ
يمدحها اللئامُ كأنها كُتبتْ بماءِ الذهبْ
وكأنما عقلهم توارى ذاهلاً وذهبْ
ولو عقلوا وعدلوا لنفروا منها كالجربْ
أعقولٌ هذه أم جذوع كالحطبْ
قولوا لهم ما كل مَنْ حملَ اليراعَ كتبْ
ومن لا يحسن القول استحى واحتجبْ
ومن لا يستحي من التاريخٍ انشطبْ
فمن ينبري ليحمي ذاك الحقل المنتَهبْ!
د. خالد سليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق