صرخت إمرأة أفزعت صلاح الدين في قبره، وكأنه يسمع صوتا يناديه، أنقذنا يا سلطان العرب، منذ أن تركتنا ورحلت، هجم علينا الصليبين، وأعادو واستولوا على الأقصى، فسمعت صوتا يناديها، لا تقلقى يا أمة الله، صلاح الدين موجود بينكم، إذا أصلح العرب دينهم، وتوافقوا جميعا على أن يكونوا يدا واحدة، تتصدي هذا المعتدى الغاشم، لو كان بإمكانى أن أعود، لاقاتلهم آلآاف المرات، حتى يتركوا مدينة الزيتون، لكن ليس بإمكان الموتى أن تعود، الله سبحانه وتعالى، سيرسل المدد من السماء على هيئة بشر على الأرض، وسيعود الأقصى من بين أيدى الغزاه، فأنا لا زلت أشعر بفخر وصمود الشعب الفلسطيني فى وجه هذا المعتدى الغاشم، الذى جاء بهدف تدنيس المقدسات، ومنع شعائر الله أن تسود فى الأرض، إعلمى يا أمة الله، أن المعتدى، سيرحل عن مدينة الزيتون، آجلا أم عاجلا، وسيمتلئ الأقصى المبارك، ويعتمر بالمصلين، وسيرحلون الغزاه عن بلاد العرب تاركين كل المقدسات من مساجد، وكنائس لتقام فيها شعائر الله، لكن ليس بالبعيد، ها أنا أنام فى قبرى، أشعر فقط بنصر من الله قادم لكم، ما أزعجنى يا أمة الله إلا وجهك الملطخ بالدماء، فقد تألمت كثيراً لمثل هذه الدماء، التى أراها على وجهك أيتها المرأة، كنت أتمنى أن أكون على قيد الحياه، حتى لا تصابوا بأذى، لكن الموت علينا كتب، وها هى إرادة الله تعالى فى ذلك لا مفر من الموت، لكن يا أمة الله أريد أن اطلب منك شيأ، أن تدعو لى عندما تقفى للصلاة فى المسجد الأقصى المبارك، وأذكرينى للآجيال القادمة من هو صلاح الدين الأيوبي، وتأكدي أنهم سيسيرون علي نهج صلاح الدين الأيوبي، وسيولد آلآاف منهم يحملون شعار صلاح الدين، ألا وهو الحفاظ على كآفة المقدسات الدينية، وستستمر المسيرة إلى أن يحكم الله فى ذلك الأمر، وستحكوا لى كيف كانت المعركة، ألا وهو نصر من الله وفتح قريب ؟
بقلم / الأديب والكاتب الصحفى
أحمد محمد عبد الوهاب
مصر/ المنيا / مغاغه

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق