الثلاثاء، 2 يوليو 2024

.. وصيته ... رواية / رضا الحسيني ( 13 )
                 .. ( وصول ضيف )
       ربما كانت نجلاء طيلة حياتها متخوفة لدرجة كبيرة من مثل اليوم هذا ، رغم أن زهران طمنها كثيرا خلال آخر عشر سنوات من زواجهما أنه لن يتركها من بعده في مهب الريح ، وأنه رتَّب لكل شيء ، وذات يوم ستعرف ذلك ، ورغم ذلك هي في منتهى القلق والتخوف من نتيجة هذه الجلسة ، فوفاة زهران جاءت من بعد رحيل أغلب الكبار بالعيلة ، سواء عائلتها أو عائلة زهران ، لو أن وفاته حدثت في وجود والده الحاج عزيز أو أمه الحاجة وسيلة لاختلف الأمر كثيرا ، كانت ستجد بجوارها من يساندها بقوة ولم تكن في مثل هذا القلق أبدا ، فلم يعد على قيد الحياة من كبار عائلته أحد ، ومن عائلتها هي تبقى فقط أبو ماجد زوج أختها الكبرى سامية رحمها الله ، ولها خالين ولكن تقدَّم بهما العمر ولا يمكن لها أن تُرهقهما معها ، وأخيها الأصغر لاترغب أن تدخله في مشاكلها مع إخوة زهران ، لايمكن أن تجعله يتعرض لأي خطر خاصة أنه متزوج وله أسرته ولاتضمن كيف يمكن أن تتطور الأمور هنا ، الأمر الوحيد الذي هي على ثقة تامة منه أن الحاج بلال وسلوى زوجته سيحافظان عليها بكل الطرق من أي خطر ولن يسمحا لأحد هنا أن يتطاول عليها ، وتثق جدا أيضا في أبو ماجد وحمامة وأمجد
       في السادسة مساء هذا اليوم تقريبا جاء اتصال لبلال من أمن الكومباوند بأنه يوجد ضيف يقصد فيلته ، حين علم من يكون ابتهج كثيرا واتجه إلى حيث يجلس ضيوفه 
_ تفتكروا مين وصل حالا ؟
_ حمامة طبعا هو احنا مستنيين حد غيره ؟
_ مش لازم يعني ياحماتي يكون حد مستنينه 
_ هيكون مين اللي جاي وعارف إننا هنا ؟!
      كان الجميع يحاولون التنبأ بمن القادم ، وقد عرفوا أنه ليس حمامة الذي ينتظرونه وقد تأخر كثيرا ،وظل بلال يبتسم وهو ينظر نحو الباب بعد أن عرف من أمن الكمبوند أن الذي يقصد فيلته في الطريق إلى الفيلا بصحبة أحد مسؤلي الأمن ، هكذا النظام هنا ، فلا يدخل أحد من غير أصحاب الفيلات وهو بمفرده أبدا ، دق جرس 
باب الفيلا ،أسرع بلال نحو الباب ليستقبل القادم ، وكانت المفاجأة حين رأى الجميع هذا المشهد للضيف القادم ، إنه التيس المشوي على السيخ احتفاءا بالضيوف الذين أتوا اليوم في هذه الجلسة
_ هو ده بقى الضيف المهم ههههههه؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...