التلاشي
صورة عديمة اللون ترافق الكائنات الآدمية
ليس لها مواعيد خاصة.
تظهر و تختفي وتتلاشى في الأفق
كقشة لم تتحمل هبوب العواصف ، تسكن النفوس الشاردة .
بل هي صورة مضطربة لا تكاد تستقر في موضع
ترافقها فوضى وتشتت .
تنازع طموحات حمقاء ، تلهت وراء السراب .
صورة باهتة فاقدة التوازن ، فقدت بوصلة توجيهها ،
تلاعبها الأحلام الوردية كل جولة ،
فلا استقرار لها في المرابض ، ترد المراعي و كل الأعلاف لا تعجبها.
تهوم حائرة بين الهوايات تمني نفسها بصيد ثمين ،
كلما لاحت مواعيد الحصاد وقطف جني الثمار
تواجه القحط ، مهمة الصيد عسيرة في زمن امتهن فيه الجميع حرفة الصيد في المياه العكرة .
يظل المفتون يداوِر الرّحى في لف و دوران فربّما تفتح له الأقدار كنوز علي بابا ،
أو ربّما تقذف له الأقدار قدح علاء الدين .
وتلك هي صورة التّلاشي والضّياع .
ولا يعلم المخدوع أن طعم راحته في استقرار.
ولا يعلم المخدوع أن طعم راحته في الرضا والقناعة.
لا يعلم المخدوع أن راحته في لقمة حلال أزكى ، و أن راحته في ركعة في جوف الليل خير له من الدنيا وما فيها .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق