الأربعاء، 24 يوليو 2024

التلاشي 
صورة  عديمة اللون ترافق الكائنات الآدمية 
ليس لها مواعيد خاصة.
تظهر و تختفي وتتلاشى في الأفق 
كقشة لم تتحمل هبوب العواصف ، تسكن النفوس الشاردة .
بل هي صورة  مضطربة لا تكاد تستقر في موضع 
ترافقها فوضى وتشتت .
تنازع طموحات حمقاء ، تلهت وراء السراب .
صورة باهتة فاقدة التوازن ، فقدت  بوصلة توجيهها ، 
تلاعبها الأحلام الوردية كل جولة ، 
فلا استقرار لها في  المرابض ، ترد  المراعي  و كل الأعلاف  لا تعجبها. 
تهوم حائرة بين الهوايات تمني نفسها بصيد ثمين ، 
كلما لاحت مواعيد الحصاد وقطف جني  الثمار 
تواجه القحط ،  مهمة  الصيد عسيرة في زمن امتهن فيه الجميع حرفة الصيد في المياه العكرة .
 يظل المفتون  يداوِر الرّحى في لف و دوران   فربّما تفتح له الأقدار كنوز علي بابا ، 
أو ربّما تقذف له الأقدار قدح علاء الدين .
وتلك هي صورة التّلاشي والضّياع .
ولا يعلم  المخدوع أن  طعم راحته  في استقرار.
ولا يعلم المخدوع أن طعم راحته في الرضا والقناعة.
لا يعلم المخدوع أن راحته في لقمة حلال  أزكى ، و أن راحته في ركعة في جوف الليل خير له من الدنيا وما فيها .
الأستاذ حشاني زغيدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق