الثلاثاء، 2 يوليو 2024

........وجها..لوجه 
ابو شيماء كركوك.
أجوب في السوق، في رقبتي حزام مربوطا بخشبة فيها عددا من أنواع السجائر، وقدمي اليمنى أجرها ك مسكين يمثل في مشيه،ولاتعرف الناس من أثر التعذيب.
بعد خمس سنوات في المنفى الذي ألقوني في ظلامه الدامس، لايسمع همسا ولاشرابا باردا إلا أنين الفقراء، وضحكات الحاملين الأسواط.
أخطو طعلى أقدام السائرين في الأسواق، وكثيرا اصطدم بأناس أو أعمدة، أبيع عددا من بضاعتي، حتى أعود لأمي بطعام فقير.
نيران تكوي قلبي عندما تلقى كلمات الشفقة في ثنايا حروف الناس وأفعالهم تجاهي، وتقض مضاجعي هذه الصور عندما تختلط بأحلامي. 
وجاءت لحظة ماكانت بالحسبان، ولم أكن اتمناها في صباح الجمعة،نزلت إمرأة من سيارة(لكزز)حمراء، متأبطة رجل وجهه قناع قاسي لايعرف مفردات رحمة انسانية..هو الذي سرق مني(هيفاء).
دموعها تأخذ بالنزول رويدا بين الحين والآخر ولاتحدث صوتا خوفا من الحجر الذي حطه السيل من الأعلى ،
أسمعها تحمل الكيس وتنادي ياعلي 
وزوجها لماذا لاتقولي ياالله 
-أنتم تعرفون الله 
تأتيها صفعة يزيد من نهر أحزانها 
تناديني باسمي ،ولما تسأل تقول أحب الإمام علي عليه السلام 
ذكريات هبطت على قلبي ك حطب في موقد كان الرماد ء حط عليه، ولكنه فجأة بدأت تأكل النار بعضها بعضا، أهذه التي أهواها.
أهي التي كانت أنفاسنا ترشف من رحيق الأزهار، ثم تمتزج ك شراب البرتقال مع الليمون، فترقص لنا الفراشات،ترقص على نغمة الأعراس.
نظراتها من الجانب الآخر من السوق تفتش في لوحتي التي باتت غريبة لاتهواها الفتيات 
بت هيكلا مبعثرا أنفاسه متقطعة يمشي على جمر النار من 
أجل لقمة تسد الرمق مع أم نفذت دموعها لفراقي ويأسها من رؤيتي 
ولكن ضابطا يحمل بصيص رحمة كان سببا في انقاذي 
وجاء الصقر الأسود الذي يحمل النار في شفاهه، وأشعل باحة حديقتنا، وولت الفراشات مخلفة وراءها حزنا وبكاءا، وظلت في مأتم لعل دموعها تعيد ليالي كنا قد بنيناها 
 هيفاء نسمة حياة في الشتاء تدفيني 
باردة في الصيف تسعدني
يد لها نور في الظلمة تفتح عيوني 
أمان رؤيتها حتى خيالها من الخوف يغطيني 
    كنت أحمل معي سكينا حادة عندما أسير معها ، تحاول تهدأتي عندما يتعرض لي الناس بعبارات الجمال 
لكن السكين خانتني عندما ألقي القبض علي ،زجوني في ظلمات الجب لاماء ولاشجر 
جاءت سكرة الموت ياسارق حبيبتي 
  هيفاء رحلت الأيام 
  وبتنا على غير وئام 
  خطفت الفرحة الظلام 
 في نفسي لاأقدر مجاراته من الأمام ،سأضربه في رقبته من الخلف 
صولة سريعة ل جندي لايملك خبرة ،خلف وراءه الدماء في 
السوق الذي بات الناس حائرين من أمر هذا الفقير الذي هاجم 
رجلا من حوله مجموعة من الحماية 
طلقات اخترقت جسده الخاوي تحضنه يداها ودموعها تخفف الألم...

 ابوشيماء كركوك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق