الثلاثاء، 2 يوليو 2024

/ تشابه عليه /
( قصة قصيرة )

أقطن في الطابق الخامس .. فقد فضلت دائما السكن في الطوابق العالية .. وأن كان فيها صعوبة وتقطع للأ نفاس.. كل يوم مرات لعدم وجود مصعد .. وخصوصا الصعود ليلا لعدم وجود إنارة تضيء موطن القدم فللكثافة السكانية .. واربع منازل في الطابق .. سبب رئيس لسكني .. وحجة قوية وهدوء ونظافة و..لا أدري إن كنت ساردد هذا بعد بضع سنة.
أذكر منذ ساعة تقريبا _ وهو الوقت الضائع بين بيتي ومكان عملي _ بأنني سأذهب إلى البيت صحيح بأن الطريق الذي سلكته .. أشبه بطريق عودتي لسكني .. ولكنه ليس طريق منزلي ..ومع هذا دخلت هذه العمارة .. ودرجت إلى الطابق الخامس بهمة وطرقت هذا الباب .. كيف هذا . أين أنا .ياالهي
الباب ليس باب داري .. أو باب احد ممن يلوذ بي ..ولم يكتب أي اسم على الجرس .. أو على لوحة صغيرة مسمرة تدل على اسم المالك .. رغم وجود خشبة مثقوبة الزوايا .. مثبة على الحائط بجانب الباب وعلى مايبدو بأن اللوحة قد نزعت من مكانها وهذا لسوء حظي .. رغم غرابة الباب عني وغرابة موقفي .. فقد طرقت هذا الباب لماذا .. لا ادري ! إن الدم يغلي في عروقي. ..مالجسدي. ينتفض ويداي ترتجفان ؟ وكأن في داخلي رعب قد تلبسني ..فتلبدت اطرافي .
أيتها السماء ماذا بي ؟ كأنني ومنذ عشرين عاماً قد عرفت الباب ..ودخلت هذه الدار وجالست أصحابها ..وكٱنما العلاقة بيننا وثيقة جدآ وعميقة .. ولكن كيف .. لااعرف ؟ يا لحيرتي الشديدة .. ليتني لم أطرق الباب .. فلربما لو انتظرت بعض الوقت شاحذا ذهني ..قد اتوصل إلى بعض الحقيقة ولكنها العجلة .. أف....
إن عقلي يصور لي اشياء وخيالات لا تصدق ! وتنتصب أمام عيني تهيؤات وخطوط غامضة ؟ يخيل لي بأنني كنت أعمل عند أصحاب هذا البيت خادما .
اذهب فاتسوق لهم ..والبي طلباتهم التي لا تنتهي ابدا ..مامورا ..واحقق رغباتهم ..واضنك في سبيل عيشهم مجتهدا..متحملا كل المصاعب ..في الحر والبرد وقهر بعض الرجال صابراً ..مربيا لأ ولادهم التربية الصالحة..ساهرا على راحتهم وتعليمهم والحفاظ على كرامتهم وعزة أنفسهم .. رغم كل هذا كنت انتشي سعيداً بهذا الضنك والعذاب والاستعباد ! رغم كرهي العبودية بكل اشكالها 
يالهذا الصداع الذي ركب أم رأسي.
ليت الأرض تنشق فتبتلعني .. هل أنا في حالة من الهذيان ..فلاقرص لحمي فاتاكد إن كنت مستيقظا أم حالما..
المؤلف إبراهيم خليل نونو 
/ يتبع/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق