تلخيص الجزء الأول...
ارتفعت المظالم إلى قلب "آمنة" العاقر ة، وقفت وهي تصرخ في وجه زوجها : اخرج من هنا. هذا لم يعد بيتك.
2. حورية من زجاج
يرتدي ملابسه على عجل ويندفع نحو زوجته الثانية الشابة التي تبلغ العشرين من العمر يظهر أمام زنقة حيٌه ويتفاجأ بوجود الكثير من الناس أمام منزله. صفق جيرانه لوصوله هاتفين: لحسن الحظ لقد حان الوقت لمجيئك.
تخبره القابلة بولادة المولود الجديد وتقدم له ابنه الذي تضعه بين يديه المفتوحتين. يمسكه -بلطف- بينما العاطفة تطغى عليه: مرحب بك يا "سعد" قال بصوت غارق. ستحمل هذا الاسم، وهو اسم والدي، و-بارك الله فيك- يا "عزيزة" على هذا الخلاص والهدية غير المتوقعة... ذٓكٓرْ في العائلة أنه هدية من الرب وفخر لبقاء العائلة ضمن أعيان البلد...
وبعد أسبوع أخذ الطفل وأسرع إلى الجبل لإبلاغ زوجته الأولى بالخبر تجد "آمنة" صعوبة في كبح غيرتها، أغمضت عينيها حتى لا ترى "سعد" الصغير... وفي زوبعة من الجنون نبذته.
يعود خالي الوفاض إلى بيته ويرتمي في أحضان خليلته الشابة باكيا ومتلعثما، قد رمتني ونكثت بي مع الطفل.
هذا الاتصال بالطفل أطلق العنان بداخل "آمنة" لعاطفة قوية، كرة مشتعلة تفيض من عينيها. الدموع تغمر خديها. ابن الآخر، الطفل الذي لن يخرج من بطنها أبدا. تجمد جسدها في جمود الرخام...
ومع مرور الأيام، تستأنف الحياة مجراها، وتحاول "حورية الجبل" أو ما تبقى منها، أن تنسى آلامها من خلال تكريس نفسها لالتزاماتها اليومية. ولكن القلب لم يعد هناك. عمل الأرض انتهى بالنسبة إليها. وتقول وهي تنوح في مسبحة الصلاة لمصلحة من أعمل؟
في الجبل، تصل الإثارة إلى ذروتها... "آمنة" تقرر بيع أرضها عن طريق القرعة والمعاش السنوي؟ لمن يتساءل المزارعون الآخرون؟ يندفع الجميع إلى كوخها ليجعلوها تعيد النظر في قرارها. لكن جهودهم لا تنفع شيئا، فأرضها لن تقع أبدا في أحضان "عزيزة" و "سعد" طفلها وكذلك "زوجها" العجوز.
وغاضبة ضحوكة ومستهزاة، تتوجه بخطاب للفلاحين المجتمعين على أرضها وأمام كوخها الوديع:
أيها الرجال! افهموا و عوا وضعي جيدًا، إذا كنتم تريدون بشدة أن تعرفوا وتحموا أنفسكم من أخطاء كبارنا.
أيها الرجال! استمعوا جيدًا وتمسّكوا بكلماتي؛ كبرت ولن أنجب أطفالًا أبدًا... كل يوم يضعف بصري وتسد أذناي... لم تعد لدي القوة وهذا الصيف ينتهي بصعوبة، نخشى النقص والأمراض الفتاكة. لهذا السبب أود حماية أيامي المعدودات القادمة كامرأة عجوز وحيدة.
يا رجال! قد هرمت... و من عاش مات، و من مات فات و كل ماهو آت آت*...قد حان الوقت لتسليم المشعل لشابات و شباب القرية...فالأرض لمن يخدمها...و ليست لمن يرثها...
يتبع
بقلمي عبدالفتاح الطياري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق