الأحد، 23 يوليو 2023

!!،،التاريخ كما يجب أن يكتب،،!!
بقلمى : د/علوى القاضى.
... دائما عند لقائى معه كنت  أنهل من نهر علمه وخبراته فقد تجاوز التسعين من عمره ورغم ذلك فقد كانت ذاكرته قوية بأدق التفاصيل والأحداث ، حتى التواريخ والأرقام
... كان إبن الثالثة والعشرين من عمره حينما طلب منه والده أن يذهب للصيدلية المجاورة ويشترى منها كل أقراص الشجاعة والإقدام الموجودة بها ، وأن يلقى بها فى النهر ليبث روح الشجاعة والإقدام فى الناس سواء شربوا من ماء النهر أو أكلوا زرعه
... يقول أنه لاحظ أن الصيدلية تمتلئ بأقراص لكل الشخصيات والأخلاقيات والسلوكيات ، مثل الإيمان ، والصدق ، والكذب والمروءة ، والشجاعة والنفاق ، والخيانة و ، و ، و ،  
... في اليوم الثالي إستيقظ من نومه على ضجيج وهتاف يملأ الشوارع وبدون عجلة ذهب يتحسس الأخبار
وأدار المذياع ليسمع خبر إلغاء الملكية 
... استبشر خيرا ، وعاد الناس إلى بيوتهم وكلهم أمل فى مرحلة جديدة ملأى بالرخاء والإزدهار ولكنه بعد سنوات ذهب للصيدلية ليرى رجل متخفى يشترى أقراص النفاق والخيانة ليلقى بها فى النهر وبعد ايام تحول الثائرون إلى متملقون ومنافقون وخونة يبلغ  أحدهم عن الآخر كذبا وبهتانا
... كبر سن صاحبنا وأصبح فى الخامسة والثلاثين واستقر حال أهله على النمط الجديد  ، هداه عقله أن يشترى أقراص الإيمان ويلقيها فى النهر وفعلا بدأ الناس يعودون إلى الله ويرتادوا المساجد ويجأرون إلى الله فى دعاءهم أن يرفع عنهم البلاء والوباء والغلاء
... ولم يعجب هذا السلوك قلة من البشر فاتخذوا أساليب شتى لشيطنتهم وإحباطهم حتى إخفاءهم من الساحة وفعلا نجحوا فى ذلك 
... وكان من حظه أن اختفى تماما خلف قضبان أفكارة وقضبان أعداءه
، وبعدفترة رأى النور وفكت قيوده وخرج للمجتمع وكان قد أكمل الخامسة والأربعين وقد إزداد صلابة وأكتملت فكرته ونضجت قريحته وعاد به فكره إلى أقراص الشجاعة والاقدام وأخذ يلقى بها فى النهر حتى إكتملت الفكرة ونضجت فى أذهان الناس وقد بلغ منه العمر أرذله فقد بلغ الثمانين من عمره 
... ولكنه رأى شبابه وأفكاره وحيويته فى أبناءه وأحفادة ، وكم كان مسرورا حينما نجحوا فى تنفيذ طلباتهم وأحلامهم وقد أثمرت معهم هذه الأقراص 
... ولكن ذيول النفاق لم تكن إنتهت ورأس الثعبان لم تقطع فلم يستمر الحال بالأبناء والأحفاد طويلا حتى نالهم مصير جدهم حينما كان فى سنهم
وامتلأ النهر باقراص الخيانة والنفاق والإنتهازية مرة أخري
ولا يزال النهر جاريا ويمدهم بأوبئته
... وفى نهاية اللقاء سألنى سؤال التمنى : هل ممكن أن يجف النهر ويتغير ماؤه بماء نظيف وهل ممكن أن أرى ذلك وقد تجاوزت التسعين من عمري ؟!
... لم أجد له إجابة غير أنى دعوت له بطول العمر وموفور الصحه
... ولا يزال النهر جاريا
... تحياتى ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...