الاكاديمية العربية المغربية للشعر والأدب

ورقة أخيرة 

ورقة أخيرة ويسقط عام ليأتي غيره ، ندرك حينها أننا حقاً كبِرنا ، نُوثّق سنة لأعمارنا بأوراقنا الشخصية ، لا ندري أنبكي أم نضحك ، عامٌ لا يشبِه سابقه ، عامٌ سأسمّيه عام الخسائر الباهظة ، خسارة أرواح عانقها الثرى رحلت دون وداع فجأة ، دون نظرة أخيرة أو حتى تلويحة ، خسارة أصدقاء ، كانوا الأقرب لقلوبنا باتوا غرباء لا نعرفهم ، عابرين استَراحوا في محطة من محطات أعمارنا وكانت استراحتهم ثقيلة وموجعة ، عامٌ تقلّبت أحواله بين حزنٍ وفرح ، بين أمل وألم ، أسود وأبيض ، عامٌ رغم كل ما فيه مليء بسِتر الله وكرمهِ حتى في لحظات يأسنا كانَ يُصيبنا بلُطفهِ وواسع فضله ، عام الأوبئة والأمراض المتفشّية ، عامٌ كثُر فيه البلاء وارتفعت الأيادي عالياً للسماء داعية الله بالرحمة ، ضحكنا فيه وبكينا ، استقبلنا وودّعنا ، وانتظرنا ولازلنا غائبين عنّا ..عامٌ كان الحذر فيه واسع والخوف والترقّب سائد..

شكراً من القلب لمن شاطرنا عامنا منذ بدايته لنهايته ، شكراً لمَن أحبنا بصدق وعانقنا بصدق ، شكراً لمن جعلنا نحب أنفسنا ولو بكلمات بسيطة أو ابتسامة بريئة ، شكراً لمن كان معنا في أصعب الأوقات ولم يُفلت أيدينا رغم مجيء الفرصة لإفلاتها بل أحكم قبضته عليها..شكراً من القلب

الاسعد بكاري