تابـــــع...
(#غربــــــــة_وطــــــن)
روايــــة واقعيـــــة
للدكتور: إسماعيل محمد النجار
1 إبريل 2023م
الحلقة: (4)
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
وحملت مارغريت مولودها الأول من علوي، وجلست مع زوجها القبطان، واعترفت بعلاقتها بعلوي، وخيرته بين بقاء علاقتهم الزوجية، وتأديتها لواجباتها الزوجية معه كما في السابق، ويسجل الولد باسمه؛ لأنها لم تنجب منه خلال الفترة السابقة، وتستمر علاقتها مع علوي، أو يتركها وينفصلان، لتتزوج علوي، ويبقى في عمله السابق قبطاناً في السفينة، ومساعداً لوالدها، وسألها عن عمل علوي فيما بعد، لو قبل إحدى الوضعيتين، لترد: نائب قبطان بهذه السفينة أو سفينة أخرى، كما تريد. قبل القبطان الاقتراح الثاني، واتفقا أن يقابلا والديها، ويفك الارتباط بالتراضي.
وقبل أن يقدما، جلست مارغريت مع والدها، وأخبرته عن وضع زوجها القبطان جورج في السكر، وعلاقته مع المومسات، وإهمالها وعدم إنجابهما، واقترحت أن يفك الارتباط، وسألها: ماذا بعد؟ وطرحت عليه زواجها من علوي، وسألها: من هو علوي؟ لترد: يعمل مسؤولاً عن الحاويات في السفينة. لينزعج ويشتمها، وانفعلت وقالت: هذه حياتي يا والدي، وأنا مسؤوله عنها. وعندما كرر رفضه وتهديده، أخبرته أنها حامل من علوي، وأخذ يضربها بعنف، حتى أسعفت للمشفى، وأسقطت الجنين.
قابل والد مارغريت القبطان جورج، وتحدث معه، وأخبره القبطان أن مارغريت وجدت ضالتها في العامل علوي، وأنها ضغطت عليه وهددته، وأجبرته حتى استجاب لطلبها، وحملت منه، وأن الوضع خرج عن السيطرة باختيارها العامل علوي، ويفضل فك الارتباط، وزواجها من العامل، لربما تعتدل حياتها، وأخذهما والد مارغريت لأقرب محكمة، وقابل القاضي، وتم فك ارتباطهما، ونقل علوي لسفينة أخرى.
ورتبت مارغريت حياتها لتعيش معه علوي في السفينة، وحسب ظروف إبحار السفينة، وقبل الارتباط، طلب منها علوي دخول الإسلام، واستجابت، وأخذها لأحد شيوخ الدين الإسلامي بالمدينة الساحلية، وتزوجها على سنة الله ورسوله.
وبعد فترة، أخذ علوي عدة دورات في قيادة السفن، وعين نائباً لقبطان السفينة، وخلال فترة حياتهما الزوجية، أنجبت مارغريت خمسة أولاد وبنتين، ومعظمهم في السفينة، وساعدتها إحدى القابلات التي ضمت لطاقم السفينة، لتهتم بمراحل حملها، ووضعها وصحتها، وبمجرد أن كبر أحد الأولاد، أقامت مارغريت واستقرت في البر البريطاني، وأدخل أولادها الواحد تلو الآخر في المدارس الإسلامية؛ لحرص علوي على هويتهم الإسلامية، ولغتهم العربية، ومسلكهم القويم، ووثقت مارغريت في ترك زوجها علوي يعمل في السفينة، ويختلط مع طاقمها من النساء، لاعتقادها بأيمانه، وتمسكه بتعاليم وأخلاق الدين الإسلامي.
مرض أخو مارغريت الوحيد، وليام سميث، والذي راهن والده على توليه إدارة شركة وراء البحار، وأصيب بمرض غير معروف لدى الأطباء، وتدهورت حالته الصحية، ولم يشخص إلا في مراحله الأخيرة، إصابته بمرض (داء أديسون)، ولم ينفع تناول وليام للعلاج، وأدى المرض لوفاته، وأصيب والده بحالة نفسية، وأحبط، وركز اهتماماته على ابنته مارغريت، التي وقفت معه في محنته، وبدأ يؤهلها لتساعده في إدارة الشركة، وأشرك زوجها علوي لمتابعة وتنسيق عمل الشركة، وعاد توطيد العلاقة مع القبطان جورج، بعد أن استقرت حالته، وتزوج وأنجب طفلين، وتخلص من حالة إدمان الخمر، وعادت العلاقة بين القبطان جورج وعلوي، وقدم علوي اعتذاره للقبطان، ليرد عليه وهو يضحك قائلاً: ليس هناك مشكلة، ماضٍ وانتهى، ولك الفضل لتدخلك، وحسم القضية لصالح الجميع، فقد تخلصت من عقدتي وحالتي النفسية، وتزوجت وأنجبت، وتوقفت عن شرب الخمر، وأعرف أنك أجبرت في البداية على الدخول مع زوجتي في علاقة جنسية، ولكنها غيرت من وضعك، وأصبحت في مكانة مرموقة، ونالت مارغريت ما حلمت به، واستقرت حياتها، وأنتما الآن إخواني، وسوف نتعاون حفاظاً على شركتنا، ونطورها للأفضل، ومستقبلنا مرهون باستمرار الشركة وتطويرها، وبقائها منافساً قوياً للشركات الأخرى في البحار والمحيطات.
التقى جورج بمارغريت، ولاحظ أن شكلها تغير بلباسها الإسلامي، وتسامت بأخلاقها، وباركت له زواجه وإنجابه، وتوقفه عن تناول الخمر، واعتذر لها على الفترة السابقة، وبارك لها الأولاد، وعزاها بموت أخيها وليام، لتشكره وتقول: ماضي يا جورج وانتهى.
يتبـــــــع... ┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق