الثلاثاء، 29 أغسطس 2023

(((المجرمون)))
 
معلوم أن كل نور يقابله ظلمة بذات مقداره، وكل حق يقابله باطل بنفس كيفيته، وكل خير يقابله شر بمثل ماهيته، وتلك سنة الله في خلقه، ليميز الله أهل النور من أهل الظلمة، وعصبة الحق من عصبة الباطل، وجماعة الخير من جماعه الشر. 
والداعي إلى الله في كل زمان سواء كان رسول أو نبي أو إماما هاديا وليا، يُمثل في زمانه النور كله، والحق كله، والخير كله، وهذا المعنى مستودع عند أهل الإشارة في قوله تعالى( وكل شيء أحصيناه في إمام مبين) لهذا كانت السُنة الجارية لزوما هي إبتلاء الله لهؤلاء الدعاة الربانيين بالاعداء الذين يؤذونهم، ويبغضونهم، وينكرون ما لديهم من الهدى. ولكن أعداء هؤلاء الدعاة الربانيين ليسوا أعداء عاديين لكنهم من نوع خطير سماه القران تارة مجرمين وأخرى شياطين كما قال تعالى (ولقد جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين) وقال تعالى (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن)، فأعداء الدعاة الى الله إما مجرمين أو مجرمين وشياطين في نفس الوقت، لأنهم يمتلكون قبح الوسيلة، وخُبث الحيلة في عدائهم للنور والحق والخير
وعلى قدر عطاء الله والفضل الإلهي لكل واحد من هؤلاء الدعاة الربانيين تكون شدة العداوة وضراوتها، ولا يعرف الوجود كله أحداً نالهُ القدر الأكبر من هذا العداء مثل ما ناله رسول الله ﷺ ومن بعده أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين اختار الله أئمتهم، ليكونوا هم النبي بعد النبي، كما قال تعالى (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله)، والمثير للدهشة أنه على الرغم من كل ما وقع ويقع على أهل البيت الطاهرين، فلم تتحول مناقبهم الى مثالب، عقابا لمن أذاهم وحاربهم، فقد اُبتليَ أهل البيت الطاهرين بعد إنتقال رسول الله  ﷺ كما حكت التواريخ، بثعابين الأحقاد، وحياة الكره والحسد، تخرج من جحورها تلقي سمومها على بيتهم الطاهر وأصلهم الفاخر، فكانوا كما كان حضرة رسول الله ﷺ لا تزيدهم أذية هؤلاء إلا شفقة ورحمة وتفانياً في علاج أمراض النفوس بما أتاهم الله تعالى.. وهذا تقدير الله تعالى فيهم وتلك مِنَتَهُ عليهم.. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. 
.................... 
محمد أبو عسل 
جمهورية مصر العربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...