.
(#صـــــــائد_الحمــــــائم)
روايــــة واقعيـــــة
للدكتور: إسماعيل محمد النجار
2 مايو 2019م
الحلقة: (17)
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
وتواصلت سبلبني معه عبر الهاتف، وتمت الكثير من اللقاءات بينهما، وأشركته في الكثير من خصوصيتها، وحاولت الدخول لأعماقه، ليتهرب، وتوصلت لقناعة بضرورة الجلوس مع بعض، وكمدخل لذلك كثفت من الأعمال المشتركة لهما في الشركة، وأشعرته بأهمية اللقاءات لمعرفة ما في أعماقه، والتعرف على خصوصيته، على الرغم من تركيزه على العمل، والتهرب في الحديث عن خصوصيته.
وفي يوم تخلصها من زوجها، عملت حفلة صغيرة لمن تعزهم ولديهم علم برغبتها الانفصال من زوجها، والارتباط بشافيز، وإقناعه بالارتباط، وعند دعوته للمناسبة حاول التهرب حتى لا يرتبط بقيود أي علاقة، ولكنها عاتبته قائلة: أليس لي خاطر عندك؟ ليقبل الحضور على مضض، خوفا من تكرار تجربته الزوجية مع نتاني.
وفي أثناء الحضور قدمت للموجودين أفضل المشروبات والمأكولات والحلويات، بينما الموسيقى تصدح، وبعد أن فرغوا من تناول الطعام، دعتهم سبلبني للرقص الجماعي، وأخذت فرصتها لتنفرد بالرقص مع شافيز، ليلاعبها بالرقص كالفنان المحترف، وأدهش الجميع. ولا يستطيع شافيز إخفاء رغبته وجنونه بالرقص مهما كانت الظروف، وهذا يعتبر أحد جوانب ضعفه.
بعدها استأذن الحضور بالذهاب، وحاول شافيز الاعتذار والمغادرة معهم، ولكنها أخبرته بحاجتها للجلوس معه، ليدور في رأسه ما كان خائفا منه، وذكرته بوعده بتكرر اللقاءات. قال: لكنني مرتبط بمواعيد أخرى.
ردت عليه سبلبني: ألا أستحق يا شافيز أن تلغي مواعيدك؟ ليبلع لعابه أكثر من مرة، ويقول: بل تستحقي سيدتي سبلبني.
لتعقب قائلة: وخاصة في هذ المناسبة؟ ليقبل، وتهدأ بعد أن عكر مزاجها، وأعطته كأسا من الشراب الراقي، ليشربا نخبهما بهذه المناسبة، ويواصل الأكل والشرب حتى أطمنا لبعض، ونفذت لأعماقه، وسألته الكثير من الأسئلة عن تاريخه الشخصي، قائلة: شافيز، هل تحبني كما أحبك؟
ليرد: سيدتي، ما زلنا في البداية، ولا أريد أن أكذب عليك، ولكنني معجب بأخلاقك وذكائك، وجمال أنوثتك، وأناقتك الجاذبة، ولم يصل الأمر لمرحلة الحب.
وسألته: هل تزوجت من قبل؟ ليرد لا، ولكنني أقمت الكثير من العلاقات الحميمة. وهل أنجبت؟ ليرد: نعم، أنجبت بناءً على رغبة الطرف الآخر، بشرط ألا يترتب عليه مسؤولية.
لتسأله: تحبهم أم لا؟ ليجيب: أحبهم دون التزامات، والتواجد معهم أو الارتباط الذي قد يعيق حريتي. لتقول: ألا تعتقد أن هذا منافٍ لقيم التوراة؟ ليقول: لم أغصب أو أكره أحدا، وهذ لا يتعارض. لترد: إذن، لست متدينا حقيقيا. ليضحك موافقا رأيها.
وسألته: ألم يحدث لك مشاكل نتيجة الإنجاب؟ ليرد: بلى، ولكنها عابرة؛ لأن العلاقة كانت واضحة من البداية.
وسألته: أليس غريبا أن تجيد خمس لغات وبطلاقه، وكأنك متجنس بشعوب هذه اللغات؟ ليضحك ويقول: تعلمت اللغات في معاهد وأكاديميات، وعشت مع شعوبها لفترات مقيما أو زائر.
وسكت برهة من الوقت، وكررت عليه السؤال بشأن قضية المرأة الألمانية، لتقول أتذكر أن امرأة ألمانية قدمت الشركة لتسأل عن زوجها المختفي؟ وأنا قابلتها وحكت لي قصتها مع زوجها. تغيرت ملامح وجهه، وغطاها بالضحك، وقال: حتى أنا قابلتني وسألتني.
وتوقفت عن الأسئلة لتقول في داخلها: الحالة التي تعيشها يا شافيز غير طبيعية، ولا بد أن يكون لك بيت وزوجة وأولاد شرعيون يقومون برعايتك عند الشيخوخة، ويخلدون اسمك.
ليضحك قائلا: يا عزيزتي، الشخص يولد لذاته، ويعيش ويموت وحيدا. لتستغرب قائلة: هذا مخالف لسنن الحياة والتوراة، ونوع من اليأس والإحباط. ليؤكد على حقيقة قناعاته.
وطلبت منه أن يجيبها بصراحة، هل ما يجمعنا أكثر مما يجمعك بالأخريات؟ ليحرج ويكتفي بهز رأسه. لتقول له: لماذا لا نكن لبعض؟ ليرد شافيز مبتسما: كل شيء في وقته جميل، كموسم نضوج الثمرة.
واستئذانها بالخروج، ولكنها طلبت مرافقته ليتنزها بعض الوقت، فوافقها وذهبا لأحد مراكز الأوبرا ليشاهدا حفلا موسيقيا، وبعد الانتهاء خرجا، وطلبت إيصاله لعنوان سكنه، وحاول التهرب حتى لا يقع بأحراج لقائها مع إحدى صديقاته المحتمل انتظارها لقدومه بنفس المكان والموعد، وبمجرد وصولهما كانت إحدى السيدات بانتظاره لوقت طويل، وخرج وسلم عليها لتعاتبه بشدة، واعتذر لها لعدم مجيئه، على أن يلتقيا في وقت آخر، وعرفها على سبلبني مديرة شركته. وسألته: هل ستسهر معها؟ ليضحك ويقول: لا. لتستأذنهما غاضبة.
وظلت سبلبني بحالة انتظار حتى غابت عن الأنظار، لتقول سبلبني : لم لا نكمل السهرة مع بعض؟ وهل ستعود تلك المرأة؟ هل تحبها أكثر مني؟ ليضحك قائلا: لن تعود، وأنا متعب، ولا أعتقد إذا سهرنا أنك سترتاحين معي. وتمتمت بكلمات غير مفهومة وقالت: هل ستتصل بها؟
ليرد: لا عزيزتي، سوف أنام. واستأذنته على أن يلتقيا اليوم التالي في وقت مبكر بالعمل، ودخل منزله ليستلقي على السرير، ويتذكر أسئلتها، وخاصة السؤال المتعلق بنتاني.
ليحدث نفسه: إن سبلبني ليست سهلة، ووصل لقناعة بوضوح علاقته معها منذ البداية، وإلا سوف يجعلها تتعلق فيه أو يرتبط فيها، بينما أخذت سبلبني جميع ردوده على الأسئلة لمحللة نفسية، لتناقشها وتستنتج أن شافيز رجل غامض، ويعاني من مرض الحب، واستخدم النساء بشكل عابر، ولا بد من إجراء فحوصات تتعلق بالجوانب النفسية، ومركز الحب والإحساس في الدماغ.
يتبـــــــع...
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق