الخميس، 31 أغسطس 2023

الصديقان               

                  الكاتب و القاص.             
               فايل المطاعني       
               الفصل الحادى عشر                      
 لاول  مرة يكتشف عمر أنه أمام امرأة مختلفة،ليس الجمال ما يميزها ،بل الوعي والثقافة،واحترام الاخر، عندما تتحدث فهي تأسرك بحديثها ،لديها براعة في اختيار الكلمات، مما يجعلك تنبهر باسلوبها فقال لها :عندما رايتك اول مرة توقعتك امرأة جميلة آسرت قلب رجل غني  عجوز، وتزوجته وبعد موته جاءت تبكي على الثروة التي ستضيع من بين يديها. والاكيد انها سوف تخرج من المولد بلا حمص،اندهشت سهام من كلام عمر وقالت له بنبرة غاضبة : ايها المحامي الذكي،انا بنت جاه و عز ولست محدثة نعمة، وهدأت قليلا واضافت ولكن مثلما شرحت سابقا عندما كنا في مكتبك في عمان، والدي والمرحوم زوجي،كانت بينهم  شراكة تجارية و مصالح وللاسف كنت أنا ضحية مصالحهم، ونظرت إلى عيناه مباشرة وقالت:اعلم ستقول اين كان عقلك؟ وثقافتك ،عندما أجبرك والدك على الزواج من رجل في عمره ، لماذا لم ترفضين وتصنعي لك هدف ، بدل  الزواج  من رجل عجوز، أكل الدهر عليه وشرب ، واضافت قائلة:كل واحد فينا لديه لحظات ضعف ، يتوقف فيها تفكيره، وحينها يكون هدفه هو ارضاء الغير ، حتي لو كان فيه تدمير لحياتها، وهذا ما حدث بالضبط ،عندما يقول لك والدك اذا لم تتزوجي هذا الرجل ، فانت لست ابنتي. ولا اعرفك حينها يتوقف النبض في جسدك . هدفي كان إرضاء والدي فقط ،ثم ابتسمت وقالت:انت لا تعرف حال الفتاة في المجتمعات الذكورية، هي تنفذ ما يطلبه والدها ، حتي لو كان الثمن راحتها.ولكن حكايتي ليست حزينة مثلما يتصور لك ، لا بل فيها جانب مضئ الا وهي ابنتي 'ريم' فهي كنزي الثمين. ثم قالت بخبث الانثى:لولا الإخفاقات لن تري الجمال الذي يعجبك فى الانثى الان أما الابطال الآخرون ،حاول محمد أن يقترب من  عالم  منى ،وان يبوح لها عن  مكنون قلبه، ومشاعره ،ولكن الخوف والتردد قد لجم لسانه، فظل ساكت طوال الوقت،و يرد على بعض تسائلتها،فيما يخص دراستها ،اما بطلة قصتنا حاولت أن تزيل الفوارق التي بينهما ،اقتربت منه كثيرا ،نظرت إليه ثم قالت بمرح: محمد انظر الى الورد من حولنا،ينثر شذاه وريحته الطيبه ،الجميلة في كل مكان ،والدتي وانا واختي نحب الورد ،ونظرت إليه بتمعن وهي ترصد ردة فعله على كلامها وكيف  سيتصرف؟ وكان محمد في واد آخر كان يهمس لنفسه : اول مرة  منى تناديني بأسمي، و كأنها  علمت ما افكر فيه ثم انتبه له وهي تقول منى : الم يقل صديقك  أنه صار بيننا عيش وملح إذن لا داعي للرسميات ! المهم عند صديقتي مشكلة ،وتريد لها حل؟ محمد يجيب :ماهي مشكلة صديقتك؟           
منى: صديقتي تحب ولا تعرف كيف تصل إلى حبيبها؟ يمنعها حيائها وايضا التقاليد ،وسكتت وهي تنظر إليه بخبث،!  بدأت على محمد  اثار الاضطراب والتردد والحيرة، ولكن استجمع قواه وقال:المفروض تعرف من حركاته وتصرفاته،واهتمامه بها إلا يقولون إن المرأة لديها حاسة سادسة؟! تقاطعه منى وتقول:هي تريد أن تسمع كلمة أحبك من لسانه،المراة كائن ضعيف ،رقيق المشاعر،الكلمة الحلوه تسعدها،فما بالك عندما يتفوه بها من تحب. سكت محمد، ولمح دمعة سقطت سهوا وحاولت منى أن تخفيها  ولكن الدمعة كانت اسرع منها فسقطت... ظلت منى تنتظر كثيرا، أن يصراحها بحبه،ولكن محمد لم يفعل ،ظل متردد وخائف،حائر فقالت له منى:يبدو انني وجهت السؤال إلى. الشخص الخطا،انا اسفة استاذ محمد المعذرة منك، كنت اريد حلا لمشكلة صديقتي ،ثم غيرت نبرة صوتها وبدات أكثر وقار من قبل فقالت:اريد ان اناقش مسألة ،استعصت علي،والمشكلة انها من ضمن المقرر،واريد أن اخذها كمساق صيفي ،واخذ محمد يشرح لها المادة التي طلبتها ،ومنى تنظر إليه،فقررت أن محمد أضعف مما تتصور ،وساعتها قررت أن تطوي صفحة هذا الرجل ، فهو لا يستطيع البوح بكلمة احبك ونحن لوحدنا ،فما بالك بمواجهة اهلي ،كيف اعتمد على شخصية هي ضعيفة ،و رمت الوردة على الارض،وقالت لا يكفي أن تكون وسيم لتكون رجلا يعجب المرأة، فالمرأة ارقي من تعجبها وجه وسيم  مجرد صورة سيأتي الزمن ويرسم عليها معالمه ويرحل  ... 
يتبع.     عمدة الادب 
 القصة ضمن كتابي جريمة على شاطئ العشاق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...