الخميس، 21 سبتمبر 2023

التجديد الديني 
أم هدم للدين والشريعة 2
بقلم : محمد فتحي شعبان 
إذا أردت أن تجدد بيتا فلن تزيل أعمدته لأنك إن فعلت إنهدم البيت واضطررت إلي بناء بيت جديد ، كذا من أراد تجديد الدين فلن يزيل أصوله ولن يأتي بأمر لا عهد للناس، إنما يعيد إليه رونقه ويزيل ما علق به من بدع ، ويعيد بعث ما اندرس من سنن ، فأنت تعيد طلاء بيتك وتقوم بترميم بعض أجزائه كذا قمت بتجديده لكنك لا تزيل أعمدته .
* مباحث مهمة 
١- الفرق بين الحكم و الفتوي : 
الأصل أن هذه المسألة من بديهيات العلم ، فالحكم الشرعي هو خطاب الشرع المكلفين بشكل عام دون التفات لشىء آخر ، أما الفتوي فهي تنزيل هذا الحكم في الواقعة التي تتفاوت زمانا ومكانا و ظرفا ، وبالتالي فتغير الفتوي لا يعني تحريف الدين أو تبديل أحكامه ، بل جوهر الفتوي هو تنزيل الحكم أي تطبيقه علي الواقعة ،لأن كثيرا من العلمانيين يسيئون عن عمد فهم هذه القاعدة و يطرحونها في سياق أن الشريعة يمكن أن تتغير وأن الحدود كان يمكن تطبيقها قديما أما الآن فيسعنا أن نفتي بخلاف ذلك ، ويستدلون بأن عمر رضي الله عنه لم يطبق حد السرقة في عام المجاعة، والحقيقة أنه طبقه بشروطه ، فلما تخلفت الشروط كان ذلك مانعا من إقامة الحد .
٢- الفرق بين تغير الحكم وتغير الاجتهاد : 
ذكرنا أن الأحكام الشرعية ثابتة لا تتغير ، اما الفتوي تتغير بتغير الظروف الخارجية من زمان ومكان وحال فالمفتي في هذه الحالة قد يكون له عدة فتاوي متفاوتة في نفس المسألة لأن كل فتوي منها مرتبطة بواقع معين ، أما تغير الاجتهاد فيعود غالبا إلي تغير لدي المفتي أو العالم ، كأن يكون حصل من العلم ما حمله علي تغيير رأيه ،أو ظهر له ما لم يكن ظاهرا قبل بحث المسألة بدقة .
وقد يأتي تغير الاجتهاد نتيجة للتنازل عن الأصول والثوابت التي تضبط الاجتهاد والآراء ، ومثاله أن يتبني أحد العلماء أراء شاذة أو ضعيفة في عدد من المسائل نتيجة لتحوله من فقه الدليل إلي فقه الترخص والبحث عن الأيسر بغض النظر عن ارتباطه بالدليل من عدمه ، فهذا التغير مما يمس أصل المنهج وهو في هذه الحالة انتقال من المنهج المنضبط إلي المنهج المبتدع ، ومن ثم يذم صاحبه .
٣- ضبط الفرق بين الثوابت والمتغيرات : 
الثوابت هي الأصول والعقائد التي لا تقبل التنازل والمواءمات ، مثل قضية لزوم الشريعة ومرجعية القرآن والسنة والدفاع عن الهوية الإسلامية وقضية الانتماء والولاء والبراء.
أما المتغيرات فهي التي تحتمل المرونة والمصالح والمفاسد والتوازنات 
* يقول الدكتور فهد العجلان : مسألة التقسيم إلي ثوابت ومتغيرات مسألة حادثة لم تكن معروفة في التراث الفقهي القديم ، وليست القضية في مجرد اللفظ والتسمية ، ولكن الإشكال هو في الأحكام التي تترتب علي هذا التقسيم وفي التصورات التي تبني علي هذه التفسيرات ، فسؤال : أين الثوابت والمتغيرات ؟ ليس مشكلا كسؤال : ما الذي سيترتب علي تفسير الثوابت والمتغيرات ؟ 
المرجع : معضلة الإصلاح ل م : أحمد الشحات 
ومازال للحديث بقية ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...